أفادت وكالة رويترز، نقلا عن مسؤول عسكري مالي، بقوله إنه ''تم إزالة المعسكرات التي أقامها عناصر القاعدة في الحدود الموريتانية المالية، بما فيها واحد كان مليئا بالعتاد وتفكيك مخزونات الأسلحة''، في إشارة إلى نجاح العملية المشتركة الموريتانية المالية ضد القاعدة في الساحل أواخر جوان الماضي. وأشار نفس المصدر المالي إلى أن هذه العملية العسكرية المشتركة التي شارك فيها قرابة ألف جندي من مالي وموريتانيا، قد اضطرت عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى الفرار من معسكراتهم الواقعة غرب مالي. وحسب رواية المصدر الأمني المالي الذي لم يكشف عن اسمه، فإن عناصر القاعدة قد فروا من الهجوم في غرب مالي باتجاه شمال شرق البلاد قرب المنطقة المتاخمة للحدود مع الجزائر والنيجر. وتستجيب هذه التصريحات لمعطيات على صلة بواقع السياحة في شمال مالي أكثر من عكسها لمعطيات ميدانية، بحيث يستبعد على عناصر القاعدة مغادرة منطقة يعرفونها جيدا والذهاب إلى جهات أخرى لا يتحكمون فيها ولا يملكون شبكات تمويل ودعم وإسناد. إذ رغم أهمية الضغط العسكري الذي مارسته جيوش مالي وموريتانيا، على عناصر القاعدة، في عملية غابة ''واغادو''، فإن حصيلة المعركة النهائية ليس في حجم الخسارة التي تدفع تنظيم القاعدة إلى الفرار بمثل هذه السرعة، علما بأن العملية جرت نهاية جوان وبداية جويلية. ولا يستبعد أن تكون هجرة السياح الأجانب من منطقة شمال مالي وغربها جراء التحذيرات التي أصدرتها حكومات الدول الأوربية وفي مقدمتها فرنسا، وراء محاولة مسؤولي باماكو إبعاد شبح القاعدة عن أراضيهم والقول بذهابها نحو الحدود الجزائرية النيجرية، رغم أن تحقيق مثل هذا الهدف يحتاج إلى مزيد من التنسيق بين دول الساحل وليس إلى عزف منفرد لكل دولة. للإشارة تصاعد خطر القاعدة في منطقة الساحل في السنوات الأخيرة، خصوصا من خلال حصول التنظيم ملايين الدولارات في صورة فدى من سلسلة عمليات اختطاف التي قام بها ضد الرعايا الغربيين من إسبانيا، إيطاليا وفرنسا. ويعتقد محللون أمنيون بأن هذه الموارد التي يتوفر عليها التنظيم في خزائنه مكنته من تحقيق صفقات أسلحة ومتفجرات تم تهريبها لفائدته من ليبيا بعد اندلاع حركة التمرد في بنغازي واشتعال الحرب الأهلية بها عقب تدخل قوات الناتو.