لقي 12 من عناصر التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب'' وجنديان موريتانيان مصرعهم في هجوم شنه مساء الجمعة الجيش الموريتاني في شمال مالي وتواصل أمس السبت . وتقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري رفيع المستوى في نواقشط قوله ''قتل جيشنا 12 إرهابيا مسلحا وأصاب عددا مماثلا في مواجهات الجمعة''، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب ''حصيلة أولية''. وزاد المصدر ذاته بالقول إن ''الجيش حاصر 20 عربة للعناصر المسلحة لتنظيم قاعدة المغرب قرب بلدة عريش هندي المالية غير بعيد من حاسي سيدي على مائة كلم شمالي تمبوكتو حيث جرت معارك الجمعة. وأضافت الوكالة الفرنسية انه ما لا يقل عن 15 عنصرا الجيش الموريتاني قد لقوا مصرعهم ،مشيرة إلى أن مصدرا امنيا جزائريا رفض الكشف عن اسمه قد تحدث عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين قتلى وجرحى في صفوف الجيش الموريتاني ،إضافة إلى وقوع خمس مركبات تابعة للجيش في أيدي الإرهابيين. أما وكالة ''الأخبار'' الموريتانية المستقلة فقد نقلت إن عدد القتلى في صفوف الجيش الموريتاني ارتفع إلى 5 قتلى على الأقل وجرح 8 آخرين ،مشيرا إلى أن إن المعارك تواصلت إلى مساء أمس ، مضيفا أن 12 مسلحا من تنظيم القاعد قتلوا بالفعل وجرح العشرات. وامتنع المصدر عن التعليق على الأنباء التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية والتي تفيد بمقتل ''10 جنود موريتانيين على الأقل'' في المعارك. وذكرت الوكالة ذاتها انه لم يعلم حتى الآن سبب اندلاع الاشتباكات وأي الطرفين كان المبادر، لكن حجم الخسائر ونوعية العتاد المستخدم تبين أن الطرفين كما يبدو كانا على أهبة الاستعداد لمعركة ضارية، وحسب بعض الروايات المحلية والتي لم تؤكد بعد من مصادر رسمية فقد باغتت وحدة من القاعدة مدججة بالأسلحة وحدة استطلاع موريتانية كانت في المنطقة. وجرت المعارك التي أدارها الرئيس الموريتاني نفسه من نواكشوط في بلدة ''عرش هندي'' قرب منطقة ''حاسي سيدي'' غرب دولة مالي المجاورة فيما انتقلت اليوم إلى منطقة ''راص الما'' على بعد 235 كلم من مدينة تمبكتو في مالي. ويأتي هجوم الجيش الموريتاني بعد نحو شهرين من عملية عسكرية فرنسية موريتانية ضد قاعدة بلاد المغرب في صحراء شمال مالي، قتل فيه سبعة عناصر من القاعدة، هذه الأخيرة التي انتقمت لعناصرها بإعدام الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو في 25 جويلية الماضي . وسبق لمصدر امني مالي أن أوضح أن ''المواجهات بدأت على الحدود بين موريتانيا ومالي لكنها انتقلت إلى حاسي سيدي على بعد نحو مئة كلم شمال تومبوكتو. ومن جهته، قال مصدر عسكري في نواقشط أن ''معارك عنيفة بين جيشنا وإرهابيين من القاعدة في المغرب الإسلامي تتواصل''.، مؤكدا أن هذه المعارك تظهر ''تصميم جيشنا على اجتثاث الإرهاب الذي استهدف جيشنا مرات عدة واعتدى على أمننا'' على حد قوله ، غير انه لم يشر ما إذا كانت المواجهات مرتبطة بعملية الخطف التي تمت في النيجر. وتأتي هذه المعارك الجديدة في صحراء مالي في الوقت الذي يشتبه فيه في ضلوع قاعدة بلاد المغرب في عملية الخطف التي استهدفت خمسة فرنسيين وتوغولي وملغاشي خطفوا الخميس الماضي شمال النيجر. وأكد مصدر قريب من المحققين في النيجر أن خاطفي الرهائن كانت لهم اتصالات مع ''أشخاص من داخل'' قوى الأمن التي تحمي ارليت. وقال شقيق أحد الرهائن دانيال لا ريب أن أخاه ''كان يشعر بالخوف ومخاوفه تحققت''، وأضاف ''كان يردد باستمرار أن عمله في النيجر يزداد صعوبة. وفي السياق ذاته ، أكدت المصادر نفسها نقلا عن سكان في منطقة كيدال الواقعة على بعد 1600 كلم شمال شرق باماكو، مشاهدتهم طائرة يرجح أنها فرنسية تحلق في سماء المنطقة.