إنّ لشهر رمضان مزايا وخصائص على غيره من أشهر السنة، ينبغي أن تحرص على معرفتها وتعزم على الاستفادة منها، حتّى نكون وإيّاك ممّن حضي بثواب شهر القرآن، وولج باب الريان. ومن مزايا الشهر المبارك الميزة الأولى: أنّه بداية نزول القرآن الكريم على قلب سيّد المرسلين، أو نزوله من اللّوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، قال تعالى: ''شهرُ رمضان الّذي أنْزِل فيه القرآن''. الميزة الثانية: أنّ الله فرض صيامه على المؤمنين ليكونوا من المتّقين، وذلك دون غيره من الشّهور، قال الله تعالى: ''فمَن شَهِد منكم الشّهر فليصُمه''. وفي الحديث الّذي رواه ابن خزيمة عن سلمان رضي الله عنه: ''أيُّها النّاس قد أظلّكُم شهر عظيم مبارك فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيام نهاره فريضة وقيم ليله تطوّعاً...''. الميزة الثالثة: في شهر رمضان ليلة القدر، العمل الصّالح فيها خير من العمل الصّالح في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، قال تعالى: ''ليلةُ القدر خيرٌ مِن ألف شهر'' وألف شهر تساوي 83 سنة وشهور. الميزة الرابعة: مضاعفة أجر الطاعات، كما جاء في حديث سلمان الّذي رواه ابن خزيمة، أنّ أجر الفريضة الواحدة في شهر رمضان تساوي أجر سبعين فريضة في غيره، وأجر النافلة فيه، يساوي أجر الفريضة في غيره. الميزة الخامسة: أنّه شهر الصبر كما جاء في حديث سلمان، لما فيه من حبس النّفس عن شهواتها وتحمّلها مشقة الطاعة وترك المألوف، والصبر أشقّ الطاعات على النّفس، لذلك كان ثوابه الجنّة، قال تعالى: ''إنّما يُوَفَّى الصّابرون أجرَهُم بغير حساب''. الميزة السادسة: أنّه شهر الجود والعطاء والتّكافل والتّراحم، وفي الصحيحين ''أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان أجود النّاس وكان أجود ما يكون في رمضان''. وفي الحديث الّذي رواه الترمذي: ''مَن فَطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجر الصّائم شيء''. الميزة السابعة: أنّه شهر تتنوّع فيه الخيرات والرّحمات كما جاء في حديث سلمان أيضاً، يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''وهو شهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النّار''. * إمام مسجد سيدي موسى الخذري - بسكرة