السؤال: ما الحكمة من نزول القرآن الكريم في شهر رمضان دون غيره من الشهور؟ - لقد فضل الله الأيام بعضها على بعض. وفضل الليالي بعضها علي بعض وفضل الشهور بعضها علي بعض كما فضل الأماكن علي بعض وكذلك الأفراد بعضهم غني وبعضهم فقير. وبعضهم قوي وبعضهم ضعيف و منهم المؤمنون وغير المؤمنين وقد اصطفي الله تعالي أنبياء من بين خلقه واجتباهم قال الله تعالي: "الله يصطفي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب". ومن هنا كان تفضيل شهر رمضان بنزول القرآن ليس بدعاً من التفضيل بل هي سنة الله عز وجل الجارية في خلقه ليظهر بديع صنعه ووجوه تدبيره وانفراده بالاختيار والخلق ويفهم من ذلك أن التفضيل في الأشياء ليس لذاتها بل بما ينعم الله تعالي به فإذا ظهر التفضيل الالهي لمخلوق وجب احترامه والقيام بما يقتضيه هذا التفضيل فكما نتأدب مع القرآن ونحذر مخالفته ونطلب شهادته لنا بالخير كذلك يكون الأمر مع رمضان وقد امتن الله تعالي علينا بالصيام في رمضان دون غيره من الشهور لننعم بثواب الصيام قال رسول الله صلي الله عليه وسلام: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام منعته الطعام والشراب ويقول القرآن منعته النوم والراحة" وذلك يدل علي أنه فرط في شيئ منهما شهد عليه عند الله وطالب بحقهما منه فهما خصمان للفاسد وسندان للمطيع والله أعلم.