اقتحمت دبابات الجيش السوري كما كان متوقعا مدينة دير الزور، بعد حصار عسكري دام عدة أيام، وحسب الروايات التي تناقلتها مختلف وكالات الأنباء عن لجان التنسيق المحلية، فإن قوات الجيش مدعومة بالجرافات ومسلحي ''الشبيحة'' شرعت مع الساعات الأولى لفجر يوم أمس الأحد في اقتحام المدينة، مستخدمة جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة في عملية الاقتحام. وأشارت العديد من التقارير الإخبارية إلى أن الحصيلة الأولية لعدد الضحايا الذين خلفتهم العملية كان عشرين قتيلا، وجاء في برقية لوكالة ''رويترز'' نقلتها عن نشطاء ميدانين، أن تسعة محتجين قتلوا برصاص الجيش السوري بمنطقة سهل الحولى بالقرب من مدينة حمص، وحسب نفس البرقية فإن عشرات العربات العسكرية من بينها دبابات توغلت بهذه المنطقة الريفية التي تتألف من عدة قرى وبلدات، وطاردت كل مشتبه فيه، وقد كان من بين الضحايا طفل في العاشرة وطفلة في السادسة عشرة من العمر. بموازاة هذا تتواصل الحركة الاحتجاجية والمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري بمختلف المدن السورية وقراها، وهو ما يعني أن القبضة الحديدية لم تؤد إلى تراجع المحتجين الذين يزداد حجمهم كل يوم. سياسيا ردت الحكومة السورية على بيان مجلس دول التعاون الخليجي الذي طالب بضرورة وقف العنف، ببيان نشرته وكالة ''سانا'' الرسمية، جاء فيه أن دول الخليج تجاهلت ''كامل المعلومات والوقائع التي تطرحها الدولة السورية سواء لجهة أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة تستهدف أمن الوطن''. كما ردت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان على الوزير الأول التركي الذي قال بأنه سيبعث برسالة واضحة وصارمة للنظام السوري، ردت عليه بالقول بأنه إذا حمل وزير خارجية تركيا هذه الرسالة الصارمة فإنه سيسمع ردا صارما.