أوّل ما ننصح به جميع الصّائمين، عاملين كانوا أو غير ذلك، هو حُسن الخُلق، وهو من أعظم العبادات عند الله تعالى وأيسرها على مَن يسّرها الله عليه ووفّقه إليها، قيل للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''يا رسول الله، ما خير ما أُعطي العبد؟ قال: حُسن الخُلق'' رواه أحمد والنّسائي وابن ماجه، وهو حديث صحيح. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''ما مِن شيء يوضَع في الميزان أثقل من حسن الخُلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة'' رواه أبو داود والترمذي، وهو حديث صحيح. فقد لا يكون المرء موفّقاً لعبادة كثيرة من طول قيام وكثرة صيام كما وفّق له العبّاد والزهّاد، لكنّه إذا عُرف بين النّاس بحسن خلقه ولين جانبه وتعاونه مع إخوانه وصدقه معهم، رفعه ذلك إلى درجة أولئك العبّاد والزهّاد. فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ المؤمن ليُدرك بحُسن خُلقه درجة الصّائم القائم'' رواه أبوداود، وهو حديث صحيح. ولا يسع المقام لذِكر جميع ما ثبت من الأحاديث النّبويّة والآثار في فضل حُسن الخُلق. فإذا كان المسلم عاملاً طول النّهار كما ورد في السؤال، ولا يكفيه الوقت لنفل العبادة، فليجتهد حتّى يكون حسن الخلق، وينال درجة الصّائم القائم العابد. ومن بين تلك العبادات الّتي ينبغي على المسلم الحرص عليها في رمضان: تلاوة القرآن الكريم فيه، فهو شهر القرآن، وكذا ذِكر الله تعالى. جاء في حديث مُعاذ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''ألاَ أُخبركُم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضّة ومن أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقكم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: ذِكر الله عزّ وجلّ''. وعن أبي الدرداء، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ألاَ أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضّة، وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذِكر الله تعالى'' أخرجه ابن ماجه والترمذي، وهو حديث صحيح.