{ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تنظرون، أئنّكم لتأتون الرِّجال شهوة من دون النِّساء بل أنتم قوم تجهلون}. لوط عليه السّلام هو ابن هارون بن تارح، يعني ''آزر''، وهكذا إلى آخر نسب سيّدنا إبراهيم عليه السّلام. وقد بعثه الله في زمن إبراهيم الخليل، وكان عمّه. ونزح لوط عليه السّلام عن محلّة عمّه الخليل إبراهيم عليه السّلام بأمره، فنزل بمدينة ''سدوم'' في أطراف شرق الأردن، وكان قومها من أفجر النّاس، وقد ارتكبوا جريمة من أقبح وأشنع الجرائم، وهي إتيان الذكور دون النساء. فبعث الله إليهم لوطاً عليه السّلام، فدعاهم إلى الله وذكّرهم ونهاهم وخوّفهم بأس الله تعالى، فلم يأبهوا له. ولمّا ألحّ عليهم، هدّدوه بالطرد من بين أظهرهم مع مَن آمن معه، لا لشيء إلاّ لأنّهم أُناس يتطهّرون. وحين أراد الله عزّ وجلّ إهلاكهم، أرسل إليهم الملائكة ليقلّبوا عاليها سافلها. وما أن أشرقت الشّمس، حتّى كانت القرى بمن فيها خراباً، فأهلكهم الله بأنواع من العذاب {فأخذتهم الصّيحة مُشرقين، فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجّيل}. بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني