الشيخ الفقيه الصالح أبو زكرياء يحي بن أبي علي المشتهر بالزواوي، وهو عندما يكتب اسمه يكتب الحسني منسوب إلى بني حسن من أقطار بجاية، والنّاس ينسبون في الحسناوي. وُلِد في بني عيسى من قبائل زواوة، وقرأ رضي الله عنه أوّل أمره بقلعة بني حماد على الشيخ الصالح أبي عبد الله بن الخراط وغيره، ثمّ ارتحل إلى المشؤق، ولقي الفضلاء والأخيار والمشايخ من الفقهاء والمتصوفة وأهل طريق الحق، وكان رحمه الله زاهداً في الدنيا منقطعاً على الدار الآخرة. من شيوخه الفقيه أبو طاهر إسماعيل بن مكي بن معروف الزهري، والحافظ أبو طاهر السلفي صحبه وأخذ عنه إعجاز القرآن للخطابين، والإمام أبو عبد الله بن بكرة الكركني، وغيرهم. استوطن بجاية بعد رجوعه من المشرق، وجلس لنشر العلم وبثّه والدعاء إلى الله تعالى، فانتفع به الخلق الأعظم ومات صحيحاً سوياً دون مرض ولا ألم، وفشا الخبر في النّاس فتسابقوا إليه وحشروا من كلّ ناحية عليه، وشهدوا الصّلاة عليه على شفير قبره ضحى يوم السبت، ووقفوا حتّى واروه وعزى النّاس عن مصابهم بعضهم بعضاً رحمة الله عليه.