روى أبو هريرة، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ'' رواه البخاري وأحمد. قال الحافظ ابن حجر، رحمه الله، في ''فتح الباري لشرح صحيح البخاري'': ''قوله ''لا يلقي لها بالاً''، أي لا يتأمّلها بخاطره ولا يتفكّر في عاقبتها ولا يظنّ أنّها تؤثّر شيئاً، وهو من نحو قوله تعالى: {وَتَحْسِبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ}، وقد وقع في حديث بلال بن الحارث المزني الّذي أخرجه مالك وأصحاب السنن وصحّحه الترمذي وابن حبان والحاكم بلفظ: ''إنّ أحدكم ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة''، وقال: ''في السخط مثل ذلك''.