التّأنّي هو التَّثَبُّت والتمهُّل وعدم التعجُّل. والمسلم يحرص على التأني والتمهل في أموره كلّها، فهو لا يهمل في عمله، وإنّما يؤدّي ما عليه بتأنٍّ وإخلاص وإتقان، وقد قال الإمام عليّ رضي الله عنه: ''لا تطلب سرعة العمل، واطلب تجويده، فإنّ النّاس لا يسألون في كم فرغ، وإنّما ينظرون إلى إتقانه وجودته''. قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''السَّمْتُ الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النّبوة'' أخرجه الترمذي. وقال صلّى الله عليه وسلّم لأحد الصّحابة: ''إنَّ فيك خصلتين يُحِبُّهُما الله: الحِْلم والأناة'' أخرجه مسلم. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''الأناة من الله، والْعَجَلَةُ (التسرع في غير موضعه) من الشّيطان'' أخرجه الترمذي. فالمسلم يخشع في عبادته، ويؤدّيها بتمهّل وتأنٍّ وإتقان، فإنّ كان مُصليًّا، صلّى في خضوع وخشوع لله ربّ العالمين. وإن كان يدعو ربّه، دعاه في تضرّع وتذلّل، يبدأ دعاءه بحمد الله وتمجيده، والصّلاة على رسوله، فقد سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجلاً يدعو في صلاته، ولم يمجّد الله سبحانه ولم يُصلِّ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال له: ''عَجِلْتَ أيّها المُصلّي''.