الشُّورى هي أن يأخذ الإنسان برأي أصحاب العقول الراجحة والأفكار الصّائبة، ويستشيرهم حتّى يتبيّن له الصّواب فيتبعه، ويتّضِح له الخطأ فيجتنبه. والحكم في الإسلام يقوم على ثلاثة أركان أساسية، هي: العدل والمساواة والشُّورى، ممّا يبيّن أنّ الشُّورى لها مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي، وقد سمّى الله تعالى سورة في القرآن الكريم باسم الشُّورى. وأمر الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بأن يُشاوِر المسلمين، ويأخذ بآراءهم، فقال سبحانه: {فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} آل عمران: .159 وجعل الله تعالى الشُّورى صفة من صفات المسلمين، وجعلها في منزلة الصّلاة والإنفاق، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} الشُّورى: .38 والشُّورى في الإسلام تكون في الأمور التي ليس فيها أمر من الله، أو أمر من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، إذ إنّه لا شورى مع وجود نص شرعي، وقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دائم المشاورة لأصحابه في كلّ أمر يقدم عليه ما لم ينزل فيه قرآن، فإذا كان هناك وحي من الله طبّقه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم دون تأخير.