عن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ'' أخرجه الترمذي وابن حبّان. يفيدنا هذا الحديث الشّريف أنّ الإنسان يُسأل يوم القيامة عنْ هذه الأشياء الأربعة: الأوّل: عن عُمُرِهِ فيما أفناهُ، لأنّ الله عزّ وجلّ أنعمَ على هذا الإنسان بالوجود، فيُسألُ عن هذه النِّعمةِ، فإمّا أن يكون أفْنَى عُمُرَهُ في طاعةِ اللهِ وإمّا في معصيته والعياذ بالله. الثاني: يُسْأل عن جسده فيما أبلاه، أي ماذا عمل بجوارحه، هل استعملها في طاعة اللهِ أمْ في معصيته سبحانه وتعالى. الثالثُ: المالُ، يُسأَل الإنسان من أين جمعه؟ وأين صرفه؟ هل في الحلال أم في الحرام. الرابع: مَن تعلَّم عِلم الدَّين، حلاله وحرامه، فإن أدَّى ما فرض الله عليه وتجنَّب ما حرَّمه الله عليه، باء المنزلة العالية في الآخرةِ، أمَّا إن لم يتبع علمه وارتكب الذنوب، فجزاؤه الويل الكبير في الآخرة.