أجمع المدربون واللاعبون السابقون، الذين اتصلت بهم ''الخبر'' لأخذ انطباعاتهم، على ضرورة إحداث تغييرات جذرية في تشكيلة المنتخب الوطني، وأن النتيجة المسجلة في تنزانيا والخروج المبكر من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 كان متوقعا بسبب لاعبين لم يعودوا قادرين على العطاء مثلما كان عليه الأمر سابقا. ودعا محدثونا إلى ثورة في التشكيلة كأولوية أولويات الناخب الوطني حاليلوزيتش قبل التحضير لمونديال .2014 حسين ياحي ''توقعنا الإقصاء قبل التعادل أمام تنزانيا'' يعتقد صانع الألعاب السابق، لشباب بلوزداد والمنتخب الوطني في الثمانينات، ياحي حسين، أن هذا الإقصاء كان منتظرا بالنظر إلى الفراغ الذي يمر به المنتخب الوطني، منذ المشاركة في كأس العالم. وقال ياحي إن هذه المواجهة أكدت للجميع أن الفريق الوطني مريض ويحتاج إلى وصفة طبية جديدة، تتمثل في إعادة النظر في التشكيلة ومحاولة العودة إلى القاعدة بعد أن شعر في هذه المواجهة أن المنتخب كان يفتقد إلى الرغبة في الفوز، كما افتقد إلى الحرارة والروح القتالية، وقد بدا بعض اللاعبين غير قادرين على مسايرة الإيقاع، بحسبه، لأن بعضهم أمضوا متأخرين مع الأندية الجديدة، كما فسر الإخفاق بضعف البطولة التي يلعب فيها بعض المحترفين. وقال إن الفريق الوطني لم يتمكن من منافسة الفريق الخصم الذي كان يلعب كرة بسيطة ويحسن التعامل مع مختلف الأوضاع بطريقة ذكية عكس اللاعبين الجزائريين، الذين كانوا تائهين وغير قادرين حتى على تقديم أربع تمريرات، وهو ما يؤكد، في نظره، أن المدرب البوسني ينتظره عمل كبير لإعادة قاطرة المنتخب الوطني فوق السكة. ودعا ياحي إلى تعلم الدرس والتفكير في مشروع إعادة هيبة المنتخب الجزائري وإيجاد حلول، خاصة أن المنتخب الوطني ظهر أنه غير قادر على الفوز على منتخبات متواضعة. كما دعا ياحي إلى عدم التسرع في الحكم على المدرب. لخضر بلومي ''يجب تحضير منتخب وطني جديد'' اعتبر النجم السابق، لخضر بلومي، أن التعادل أمام المنتخب التنزاني كان منطقيا بالنظر إلى مجريات اللقاء، وقال بلومي إن زملاء بلحاج ظهروا بوجهين في المقابلة، ولفت النظر إلى أن التركيز كان غائبا وسط اللاعبين الجزائريين، كما ارتكب اللاعبون أخطاء لا تغتفر، والفريق المحلي استغل خطأ في الدفاع، سجل على إثره الهدف. وعلى عكس الفريق التنزاني، ظهرت العناصر الجزائرية غير قادرة على مسايرة إيقاع المقابلة، بدليل أنها كانت تفضل البقاء على الأطراف تفاديا للجهد. وفي الشوط الثاني، يقول بلومي، إنه برغم إرادة المنتخب التنزاني في تعميق الفارق وقتل اللقاء في ربع الساعة الأول، إلا أن هدف بوعزة أنعش القاطرة الأمامية، ولسوء حظ ''الخضر''، افتقد الفريق الوطني، مثلما يقول المتحدث، إلى صاحب اللمسة الأخيرة. وأضاف نفس المصدر أن المدرب الوطني لم يكن يملك خيارات عديدة فيما يخص اللاعبين، لكن بعد هذا الإقصاء يجب أن ينصب التفكير في إبعاد بعض اللاعبين الذين لا يملكون مستوى اللعب في المنتخب الوطني، لأن الوقت حان، في تقديره، لإعطاء دماء جديدة للمنتخب الوطني للتحضير للتصفيات التأهيلية لكأس العالم 2014، كما اعتبر بلومي أن عدم تأهل ''الخضر'' إلى كأس إفريقيا، يجب أن يدفع إلى إعادة النظر في تطوير الكرة في الجزائر. جمال مناد ''اللاعبون افتقدوا إلى الرغبة في الفوز'' يرى المدرب السابق لشبيبة بجاية وهدّاف المنتخب الوطني في الثمانينات أن الإقصاء شبه الأكيد ل''الخضر'' من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012، يعتبر صفعة موجعة لسمعة الكرة الجزائرية. وأوضح أنه يجب إعادة النظر في كيفية إحداث التغييرات مادام أنه تم الوقوف على ثغرات عديدة في مواجهة أمس، مشيرا إلى أن بعض اللاعبين افتقدوا الرغبة في الانتصارات، بدليل أن بعضهم كان يتجول فوق المستطيل الأخضر دون أن يقدموا مردودا مقبولا. ويرى مناد أن خط الدفاع بدا مرتبكا، كما ارتكب أخطاء بدائية، ولفت النظر إلى أن اللاعبين لعبوا بعيدين فيما بينهم، وهو ما سهل مهمة المنتخب المحلي الذي لعب براحة، في اعتقاده. ويرى مناد أن استفاقة ''الخضر'' جاءت متأخرة برغم الحيوية التي أعطاها بوعزة للقاطرة الأمامية عندما كان بوسع ''الخضر'' مضاعفة النتيجة، وعلى العموم، يرى مناد أن التعادل يعد منطقيا ولا يجب معاتبة المدرب، وهو بدون شك أخذ فكرة دقيقة عن نقاط ضعف وقوة الفريق، والأكيد أنه يجب عليه إحداث تغييرات لمنح الفرصة للاعبين آخرين، بعد أن خاب ظن الجمهور الجزائري في بعض العناصر التي أكدت في هذه المباراة أنها انتهت ولا يجب التفكير فيها في المستقبل، على حد وصفه. رشيد مخلوفي ''كان على حاليلوزيتش إحداث ثورة في التشكيلة'' تأسف المدرب الوطني الأسبق، رشيد مخلوفي، للمنعرج الذي اتخذه مشوار المنتخب الجزائري، في تصفيات كأس أمم إفريقيا. وقال مخلوفي، في تصريح ل''الخبر''، إنه سبق له أن أوصى بالتغييرات الضرورية التي يستوجب إحداثها في المنتخب الوطني. وأوضح مخلوفي أنه لو كان محل المدرب البوسني، لأحدث ثورة في التشكيلة بالاعتماد على عنصر الشباب، مبررا تقديره بالإقصاء شبه الرسمي ل''الخضر'' من التصفيات، وقال إنه كان من الأجدر التحلي بالجرأة في اتخاذ قرارات جذرية تحول دون المزيد من الإساءة لسمعة الجزائر. وأشار إلى أنه في حال العكس، ستتواصل النكسات، ويبقى الجمهور الجزائري يتأسف ويبكي، بسبب الخيبات المتتالية، متسائلا عن دوافع التماطل في اتخاذ إجراءات جذرية تمنع تكرار الصدمات. وأضاف أن التعادل أمام منتخب تنزانيا يعني أن ''الخضر''، ما يزالون يعانون أزمة جادة، وفي رأيه، يجب الإسراع في إنقاذ الموقف، داعيا إلى اتخاذ العبرة من المنتخب الوطني العسكري المتوج أخيرا بكأس العالم، وقال إن هذا الفريق يعمل في هدوء بعيدا عن أنظار الإعلام، كما يعمل وسط انضباط، ربما لا يوجد على مستوى المنتخب الوطني المدني، الذي ودّع، بنسبة كبيرة، التصفيات. محمود فندوز ''لن نفوز على أي منتخب بمهاجمين من الدرجة الثانية'' اعترف محمود فندوز أن الفريق التنزاني كان أفضل من ضيفه الجزائري من ناحية الاستحواذ على الكرة، في المقابلة التي جمعت الفريقين، أمس، وقال اللاعب الدولي السابق ل''الخبر''، إنه لم يكن يتوقع فوز ''الخضر'' باللقاء، لأن التشكيلة الجزائرية تضم مهاجمين من الدرجة الثانية ومدافعين يلعبون في بطولة قطر. وقال فندوز إنه لم يكن بمقدور المدرب تقديم حلول سحرية، في ضوء عدم قدرة اللاعبين على التحكم فنيا في الكرة من الناحية الفردية، مثلما لوحظ ذلك في المقابلة، موضحا أنه لا يمكن إنجاح أي خطة لعب جماعية في هذه الحالة، كما فسر الإخفاق بمحدودية مهارات اللاعبين، حتى وإن اعترف أن اللاعبين بذلوا جهودا كبيرة فوق الميدان، مشيرا إلى أن الجهد لن يثمر بدون مهارات فنية. وأوضح فندوز من جانب آخر، أن الفريق الوطني يدور في حلقة مفرغة، ويحاط بأشخاص يقدمون تقديرات مغلوطة لرئيس الفاف، محمد روراوة، ما يحتم على هذا الأخير، في تقديره، إحداث انتفاضة وسط محيطه والاستماع إلى التقديرات الموضوعية حتى وإن كانت سلبية، داعيا إلى الكف عن اعتماد سياسة الهروب إلى الأمام، برأيه.