حاولت باريس، أمس، طمأنة الرأي العام المحلي والأوروبي، بتأكيدها عدم خشيتها من إمكانية اغتنام القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فرصة الحرب الدائرة رحاها في ليبيا من أجل دعم صفوفها بالسلاح. ووعدت فرنسا باتخاذ كافة الإجراءات للحد من انتشار السلاح في منطقة الساحل الإفريقي. وأخبر وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغي، في حوار مع صحيفة ''ليبراسيون''، عن ''تواصل باريس مع شركائها للبحث في الإجراءات التي يجب أن نتخذها للحد من انتشار الأسلحة في المنطقة''، مؤكدا على أن حكومته ''ستعتمد في ذلك على دول المنطقة''. ولم يتردد الاتحاد الأوروبي طويلا في الرد على تطمينات باريس، حيث عاد منسق مكافحة الإرهاب في بروكسل، جيل دوكروشوف، أمس، ليؤكد على أن ''القاعدة اغتنمت بالتأكيد فرصة الحرب في لبيا للتزود بالأسلحة الخفيفة والحربية وبصواريخ أرض جو، وهذه الأخيرة ستزيد من خطورة التحليق في أجواء منطقة الساحل الإفريقي''. وشدد دوكروشوف على أن ''خطورة الوضع تكمن أيضا في أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تبحث عن توسيع مجال نشاطها وتأثيرها، عبر تجاوز الدائرة الأولى المشكلة من مالي والنيجر وموريتانيا إلى شمال نيجيريا والتشاد والسينغال، معتمدة على ما جنته من أموال ''الفدية'' وعلى تغلغلها في أوساط السكان الذين تقدم لهم خدمات لم يجدوها لدى حكوماتهم''. للإشارة، فقد سبق للاتحاد الأوروبي وواشنطن أن كشفا وجود تخوفات حقيقية لديهما من احتمال اغتنام التنظيم الإرهابي الحرب الليبية من أجل تقوية صفوفه بالسلاح الذي أصبح متوافرا في المنطقة.