أقر الاتحاد الأوروبي بأن العمليات العسكرية التي تقودها قوات التحالف الدولي في ليبيا، لم تجد نفعا في حل الأزمة الدائرة منذ قرابة الثلاثة أشهر، معتبرا أن الوضع زاد تعفنا وتعقيدا بعد فرض الحظر الجوي على البلاد الذي مهد لعملية عسكرية. وأكثر من ذلك، اعترف الاتحاد على لسان رئيسة وفده في السنغال ''دومينيك ديليكور''، أن التهديد الإرهابي يبقى حقيقيا في منطقة الساحل. وقد يزداد حدة بفعل النزاع في ليبيا، بالنظر إلى تداول محتمل للأسلحة التي تكون قد نهبت من قبل أعضاء ''شبكات إرهابية''. وأوضحت السفيرة الجديدة للاتحاد الأوروبي في السنغال، خلال ندوة صحفية بدكار، ''أعتقد أن التهديد الإرهابي حقيقي في هذه المنطقة من إفريقيا.. ويقوم تقديري على ما أقرأه وما أراه على مستوى الاتحاد الأوروبي، الذي يحضر حاليا إستراتيجية أمنية موجهة للساحل'' . وبعد تأكيدها أن الإستراتيجية الأمنية تندرج ضمن ''الأعمال العاجلة'' للاتحاد الأوروبي، اعتبرت ''ديليكور'' أن ''النزاع في ليبيا زاد من حدة خطر اللااستقرار بسبب تداول الأسلحة الإضافية التي تكون قد نهبت من قبل أعضاء شبكة القاعدة في المغرب الإسلامي، والتي قد يتم تداولها الآن في الساحل''، مضيفة أن الإستراتيجية الأمنية من أجل الساحل التي يعتزم الاتحاد الأوروبي تطبيقها تخص النيجر ومالي وموريتانيا، مؤكدة أن ''الوضع وفق ما يشير إليه التحليل الحالي يبعث على القلق في المنطقة''. وأكدت المتحدة أن الوقاية لا ينبغي أن تقتصر على الجانب الأمني، بل تستدعي عملا يضمن استقرارا ضمنيا من خلال إعداد برامج إدماجية وتنموية لفائدة سكان كافة هذه المناطق. من جهة أخرى، قال رئيس الإدارة المركزية الاستخبارتية الداخلية الفرنسية، برنار سكارسيني، إن ''عدد عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يعرف ارتفاعا مقارنة بالعدد الذي عرفته سنة .''2006 وحسب برنار سكارسيني فإن عدد عناصر هذا التنظيم يبلغ حاليا 400 عنصر، وأشار في مقابلة مع جريدة ''لوموند'' الفرنسية نشرت أمس، إلى أن العدد انتقل في غضون سنتين من 150 إلى 400 عنصر وحلقة لوجستية من 150 إلى 200 عنصر. وأضاف ''منذ أن أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة في ,2006 ضاعف التنظيم أنشطته عشر مرات''، مضيفا أن ''فرنسا على رأس الدول المهددة ''، وتعرب باريس عن تخوفاتها من استهداف مصالحها ورعايها بمنطقة الساحل الإفريقي خاصة بعد تأكيد المسؤولين الفرنسيين أنه تم تهريب كميات معتبرة من السلاح من ليبيا إلى المناطق التي ينشط فيها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي خاصة مالي . ويجتجز تنظيم القاعدة بالساحل 4 فرنسيين كرهائن، وعززت أجهزة الأمن الفرنسية من إجراءاتها تحسبا لوقوع أعمال إرهابية انتقامية في فرنسا، في أعقاب مقتل زعيم تنظيم ''القاعدة'' أسامة بن لادن. وأعلن برنار سكارسيني أن فرنسا هي الهدف الثاني للقاعدة بعد الولاياتالمتحدة، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده لم تتلق تهديدا محددا بعد مقتل أسامة بن لادن.