المثقفون إذا دخلوا ثورة، أفسدوها.. فليس بالضرورة أن تكون هناك علاقة بين الثقافة والثورة، هناك ثورات تنشأ بعيدا عن ذلك، كالغضب الشعبي المفاجئ الذي يحدث في الشارع نتيجة ضغوط وتراكمات قمعية، ولكن ومن باب الانتهازية، وبعد أن يتمرغ الإنسان البسيط بطين الثورة، يأتي المثقف بكامل أناقته ليلتقطها بمنديل ورقي ويضعها في جيبه. والمفارقة المضحكة أن بعض المثقفين يمهدون للثورات نظريا قبل قيامها بسنوات، عبر كتابة الإبداع عن الحريات، فيثوّرون الناس ويؤججون مشاعرهم، ثم عندما يصدّقهم الجمهور، ويصبح الأمر واقعا، ويخرج الناس البسطاء إلى الشارع، يخاف المثقفون، ويتوارون. بل قد تستخدمهم السلطات ك''مورفين'' لتهدئة الشارع والالتفاف على مطالبه، ولكنهم هنا سيصطدمون بحقيقة أن الشارع أصبح خارج وصايتهم.. وعليهم أن يكونوا هم التابعين لتعاليم الشارع ليأخذوا ''حصة'' في محو أمية ثقافة الحرية. * كاتب سوري مقيم بالكويتئ؟