وضعت الهيئة الطبية بمستشفى علي بوسحابة بخنشلة، ثلاثة أطفال في مصلحة الأمراض الصدرية للتأكد من سلامتهم من عدوى المرض المزمن الذي يعاني منه والدهم، في حين تم التكفل بباقي أفراد العائلة من قبل جمعية كافل اليتيم، كما تم الاحتفاظ بهم في غرفة بمصلحة الطب الباطني بمستشفى علي بوسحابة لانعدام مأوى لهم. كان الأب 49 سنة، والأم 45 سنة وأبناؤهما الخمسة البالغون من العمر ما بين 5 سنوات و21 سنة قد نقلوا من مرآب بحي بن بولعيد بعاصمة الولاية من طرف الحماية المدنية مغمى عليهم بسبب عدم تناولهم للطعام منذ 12 يوما مكتفين بتناول الخبز والماء، الأمر الذي جعلهم يصابون بانهيار وإغماء مدة 7 أيام، وأمام الحالة المزرية التي وصلوا إليها جمع الأب قواهن واتصل بمصالح الحماية المدنية التي نقلتهم إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى علي بوسحابة. وتم إخضاع أفراد العائلة لفحوصات طبية، كشفت للأطباء أن حالتهم تستدعي تغذيتهم، ليتم الدخول إلى مطبخ المستشفى الذي أعد عماله وجبة كاملة لأفراد العائلة، وتم تشخيص حالتهم خاصة وأن رب الأسرة يعاني من مرض مزمن، وتم وضع ثلاثة من أطفاله في مصلحة الأمراض الصدرية للتأكد من عدم إصابتهم بالعدوى. وأكد الوالد أن أحد محسني المنطقة منح له مرآبا يأوي إليه أبناؤه المتمدرسون، والذين تتولى جمعية كافل اليتم للأعمال الخيرية رعايتهم، وتقديم مساعدات لهم منذ سنوات. وتحفظت المستشفى على الأربعة الباقين في غرفة خاصة بمصلحة الطب الباطني إلى غاية التكفل بهم من طرف السلطات. وحسب رئيس مصلحة، كان حاضرا حين تم نقل أفراد العائلة من المرآب مغمى على أفرادها، أنه ومدير المستشفى ومدير الحماية الاجتماعية، قاموا بالتكفل بأفراد هذه العائلة التي سيقدم بشأنها مدير الحماية الاجتماعية تقريرا مفصلا للوالي. مضيفا أن رب الأسرة أكد لهم أنه سئم من المساعدات والصدقات التي يقدمها المحسنون له ولأفراد عائلته، وأنه صار عاجزا على التكفل بهم لكونهم متمدرسين، ويحتاجون إلى أدوية وغذاء ولباس ومأوى كريم يأويهم مثل كل أطفال الدنيا. يشار إلى أنه توجد عشرات الحالات المشابهة لحالة هذه العائلة في أحياء بلديات ولاية خنشلة، التي صنفتها الحكومة قبل سنوات بأنها أفقر ولايات الوطن، والذين لم يجدوا ما يتقوتون به، ولا سقفا يأويهم، ولا عملا يقيهم شر الإغماءات والدخول في غيبوبة بسبب الجوع الذي يفتك بعائلات كثيرة.