يتابع في 12 قضية نصب واحتيال وتزوير محررات ومراسلات وعقود عمل وتأشيرات أنقذت قوة خاصة من الدرك والجيش في ساعة متأخرة من مساء ليلة الأحد إلى الاثنين الماضي في منطقة ''بواغل'' بين ولايتي غرداية وتمنراست رجل في عقده الخامس من قبضة عصابة مسلحين وأنقذته من الموت بعد أن تعرض للتعذيب والضرب المبرح. انتهت العملية بإيقاف 3 مسلحين في المكان المسمى ''بواغل'' 300 كلم شمال عين صالح واسترجاع رشاشات وأجهزة اتصال وسيارتي دفع رباعي وتحرير رهينة، كان مختطفا لدى المسلحين منذ شهر جويلية الماضي. وكشف مصدر مقرب من التحقيق في القضية بأن الشخص المختطف يدعى''ه.س.محمود'' ويبلغ من العمر 52 سنة وقد تعرض للخطف في نهاية شهر جويلية الماضي على يد مسلحين يشتبه بأنهم يعملون لصالح أحد بارونات تهريب المخدرات مطلوب للعدالة. وبينت التحقيقات أن سبب عملية الاختطاف وقوع أحد كبار تجار المخدرات ويدعى ''حامو.س'' موريتاني الجنسية، ضحية لعملية احتيال كبيرة نفذها الشخص المختطف وفقد فيها المشتبه فيه الموريتاني مبلغ 4 ملايين أورو أو أكثر من5 ملايير سنتيم. ينتحل صفة جنرال متقاعد وادعى الضحية بأنه جنرال متقاعد من الجيش الجزائري، ويمكنه تبرئة أحد أقارب المشتبه فيه الموريتاني الموقوف على ذمة قضية تهريب 5 قناطير من الكيف المعالج في بشار، لكن وبعد أكثر من 3 أشهر من حصول الضحية على مبلغ 4 ملايين أورو، تبين للمهربين أن الضحية لا يعدو إلا أن يكون محتالا مطلوبا للعدالة في مالي موريتانيا والنيجر والجزائر، وأنه يستغل هوية مزورة كل 6 أشهر. وتشير مصادرنا إلى أن المحتال تعرض للخطف في يوم 24 جويلية الماضي عندما تلقت مصالح الأمن في تمنراست بلاغا من إحدى زوجات الضحية يفيد بأن مسلحين اقتادوه إلى مكان مجهول عند المدخل الجنوبي لمدينة تمنراست. وسمحت مراقبة هاتف زوجة الضحية بتسجيل مكالمات هاتفية تمت بينها وبين الخاطفين حول طريقة استرجاع الأموال التي حصل عليها زوجها، وانتهت العملية بعد تحديد موقع آخر مكان تم منه الاتصال، حيث عمد الخاطفون لنقل الضحية عبر الصحراء. وتمكنت قوات من الدرك والجيش من تحرير الضحية الذي ضبط في حالة صحية متدهورة وكان مقيد الرجلين واليدين، وقد تعرض لكسر في رجله بسبب إطلاق نار بعد أن فشل في الفرار كما تعرض للضرب المبرح الكي في عدة مواقع بجسمه. وكشف مصدرنا بأن الخاطفين الثلاثة جزائريون، ويتابع الضحية في عدة قضايا نصب واحتيال، حيث أصدرت في حقه محكمة نواكشوط الموريتانية أمر بالقبض في عام 2002 كما توبع في قضية تزوير جوازات سفر جزائرية في مدينة أكاديس في النيجر وأدانته محكمة تومبكتو في مالي في قضية تزوير جواز سفر. وقد أصدرت محاكم بشار وأدرار وتمنراست ضده أحكاما غيابية في قضايا تزوير ونصب واحتيال، كان أهمها قضية التلاعب بعقد ملكية محل تجاري في أدرار، وقد تمكن ''محمود'' أو ''الجنرال عبد الرحيم'' من الإفلات من العدالة في الجزائر منذ عام .1995 12 قضية في ''رقبته'' حسب مصادرنا، يتابع المتهم الضحية في 12 قضية نصب واحتيال وتزوير محررات ومراسلات وعقود عمل وتأشيرات دخول إلى عدد من الدول منها إسبانيا والمغرب والجزائر وإبرام عقود مزورة صفقات تجارية وهمية مع مواطنين ومؤسسات ووكالات مختلفة في مالي وموريتانيا. كما عمد في بعض الحالات إلى انتحال أسماء وصفات شخصيات دبلوماسية ورجال أعمال في الإيقاع بضحاياه والحصول على مبالغ مالية كبيرة بطرق غير مشروعة. ومنذ عام 2009 انتحل المتهم شخصية جنرال متقاعد من الجيش وتمكن من إيهام تجار كبار وشركات ومهربين بأنه يعمل مفتشا أمنيا لسفارات الجزائر في دول افريقية وبأنه يرأس ويمتلك شركات استثمارية كبيرة في تلك الدول، حتى أن سفير إحدى الدول الإفريقية اتصل به عدة مرات في هاتفه الخلوي. وتشير مصادرنا إلى أن التحقيق ما يزال مستمرا في بنية العصابة الإجرامية التي قامت بتنفيذ عملية الخطف والتي يعتقد بأنها تعمل لصالح ''كارتل'' تهريب المخدرات الموريتاني الموجود في مدينة الزويرات شمال غرب موريتانيا.