قصة ولا في الخيال، ما حدث في باتنة مؤخرا.. البطولة لرعيتين يحملان الجنسية المالية، والضحايا شبان جزائريون، والموضوع قارورة عصير عنب ب414 مليون سنتيم!! تمكن رعيتان من جنسية مالية من بيع قارورة عصير عنب بمبلغ مالي ضخم قدر ب414 مليون سنتيم، بعد احتيالهما على مجموعة من الشباب يقطنون في بريكةبباتنة، ما جعل هؤلاء يلجأون إلى نفس السلوك كي يسترجعوا أموالهم، فأفلحوا في استدراج الماليين من العاصمة إلى بريكة وواجهوهما أمام القضاء. أطوار القضية بدأت قبل أسابيع بالجزائر العاصمة، عندما التقى الضحايا مع المتهم الرئيسي الذي كان برفقة قاصر وكلاهما من جنسية مالية، وتظاهر هذان الأخيران بأنهما من كوت ديفوار، وينتميان إلى عائلتين ثريتين، وأنهما قادران على تزوير العملة الصعبة بطريقة محكمة. وأقنع المتهمان الضحايا، نظرا للأوضاع في بلدهما، بأنهما قاما بتهريب الورق والمواد التي تتم بواسطتها عملية التزوير. ولكي يثبتا صحة ما يقولان، قاما بطلي قصاصة ورق أبيض بواسطة سائل، وأدخلاها في صندوق. وبعد فترة، أخرجا منه ورقة نقدية من فئة 100 أورو، وأوهما الضحايا بأنها الورقة التي تم طليها بالسائل. لكن في واقع الأمر، فإن الورقة النقدية التي تم إخراجها هي ورقة أخرى، وكان الصندوق مزوّدا ب''روتور'' يساعد على عملية دفع الورقة النقدية إلى خارجه. وللتأكد من أن التزوير تم بطريقة متقنة، قام الماليان بصرف الورقة النقدية في بنك أمام أعين الضحايا مما جعلهم لا يشكون في أمرهما، وراحوا يشترون الورق والسائل منهما، بقيمة مالية تقدر ب414 مليون سنتيم. وعند تسليم المبلغ، اختفى الماليان فجأة، حيث دخلا إلى فندق مجاور من باب وخرجا من باب آخر. ورغم اقتفاء أثرهما من طرف الضحايا، إلا أنهم لم يعثروا عليهما. وبعد بحث مضن، تبيّن بأن الإفريقيين اتجها إلى مدينة وهران، فما كان من الضحايا إلا أن لحقوا بهما هناك مصحوبين بشخصين آخرين، وهما من قاما باستدراج الماليين عند العثور عليهما بوهران، فأوهماهما بأنهما من مدينة بوسعادة ويرغبان في مصاحبتهما إلى هناك من أجل الاتفاق حول شراء الورق والسائل، فوافق الماليان. غير أن الشخصين اللذين استدرجاهما جاءا بهما مباشرة إلى مدينة بريكة، وسلماهما إلى الضحايا الذين حجزوهما في منزل لمدة 3 أيام من أجل إيجاد طريقة لاسترجاع أموالهم، فدخلوا في اتصالات هاتفية مع بعض الأفارقة. لكن الماليين تمكنا من الفرار، حيث استغلا خلود محتجزيهم للنوم وهربا إلى وجهة مجهولة. وبعد أن قطع الإفريقيان مسافة تقدر بأكثر من 15 كيلومترا، وجدا نفسيهما أمام ثكنة عسكرية ببلدية أولاد عمار، وهناك رويا للمسؤولين بأنهما كانا محتجزين، فتم تسليمهما لمصالح الدرك الوطني من أجل التحقيق في الموضوع. والطريف أن أحد الماليين لما عطش وهو محتجز، شرب من السائل المزعوم الذي ادّعى أنه يحوّل الأوراق إلى نقود، ولما احتار في أمره الضحايا، أبلغهما بأنه عصير عنب. وأثناء المحاكمة، نفى الماليان ما نسب إليهما، فتساءل أحد الضحايا أمام القاضي حول مصدر الأموال التي تحصلا عليها حتى صارا يبيتان في الفنادق الضخمة. وبعد النظر في القضية، نطقت المحكمة بالسجن النافذ لمدة 3 سنوات في حق المتهم الرئيسي، وغرامة مالية قدرها مليونا سنتيم،مع تعويض كل ضحية بمبلغ مالي يقدر ب207 مليون سنتيم، فيما حوكم القاصر في محكمة الأحداث وأدين بشهرين سجنا.