قدموا إلى الجزائر سرا، ويحلمون بالعبور إلى جنات أوروبا، يحاولون الوصول إلى الضفة الأخرى قصد وضع حد لحياة الفقر والبؤس والقهر، عددهم يزيد عن 35 ألف رعية دخلوا عبر الحدود الغربية خلال 10 سنوات، تواجدهم يمثل هاجسا حقيقيا للسلطات، بفعل تورط الكثير منهم في ترويج المخدرات، التزوير والنصب والاحتيال••• تعودنا على رؤية النيجيريين والماليين وغيرهم من الأفارقة يجوبون شوارع المدن الجزائرية يعرضون بضاعتهم على أرصفة الشوارع الرئيسية منها والضيقة، وغالبا ما تتمثل في العقاقير والأعشاب الطبية وبعض إكسسوارات الزينة الخاصة بالنساء• لكن الأمر المثير للقلق أن عددا كبيرا منهم يقومون بأعمال النصب والاحتيال ويتاجرون في المخدرات ناهيك عن التزوير والاحتيال• هذا وحسب مصدر من الشرطة القضائية للدرك الوطني فإن عدد القضايا التي تورط فيها الرعايا الأفارقة في تزايد مستمر، خاصة تلك التي تتعلق بالاحتيال، حيث تحترف هذه الفئة هذا الشكل من الجريمة من أجل الكسب السريع وتحقيق الثراء والرفاهية التي يحلمون بها• وفي هذا الإطار بلغ عدد الأجانب الموقوفين بتهمة الهجرة غير الشرعية سنة 2007 ما لايقل عن 6988 شخص وذلك في 1550 قضية عالجتها مصالح الدرك الوطني، حيث تم إيداع 1415 منهم السجن بينما تم طرد 5344 رعية• وقد ثبت تورط عددا منهم في مختلف الجرائم خاصة ترويج المخدرات، التهريب والتزوير واستعمال المزور ناهيك عن الاحتيال والنصب وتأتي تمنراست، إليزي، غرداية وتلمسان في مقدمة الولايات الأكثر تسجيلا لحالات الهجرة غير الشرعية• وينتمي هؤلاء الرعايا إلى مختلف الجنسيات وتتصدر النيجر القائمة بنسبة 41%، يليها الجنسية المالية ب 18% ثم نيجيريا، المغرب، غانا والكوت ديفوار وغيرها••• يقطعون مسافات طويلة من الجنوب إلى الشمال ليصلوا إلى العاصمة بحثا عن فرص أكبر لجني المال والربح السريع• الاحتيال بخدعة السائل السحري وأوضح ذات المصدر دائما أن معظم قضايا الاحتيال والتزوير التي أبطالها أفارقة تتم بنفس الطريقة، باستعمال خدعة الأوراق السوداء التي تتحول إلى أوراق نقدية بفضل السائل السحري الباهض الثمن• وفي هذا الإطار سبق لمصالح الدرك والأمن الوطني أن تلقت العديد من الشكاوي التي تقدم بها ضحايا خدعة السائل السحري، والملفت للانتباه أنه في كل مرة يتمكن فيها هؤلاء الأفارقة من الإيقاع بالضحية يكون المبلغ الذي يستولون عليه ضخم، وكأنهم يختارون ضحاياهم بعناية فائقة معظمهم يزعمون أنهم يتمتعون بقدرات خارقة لتسخير الجن، الشعوذة••• بواسطة السائل السحري، الزئبق الأحمر، والصندوق الأسود وهم بذلك يدركون جيدا طريقة الإيهام وجعل الطرف الآخر أو الضحية يصدق تلك المزاعم الكاذبة حتى يتمكنوا من الاستيلاء على مبالغ خيالية••• وكلما سلمهم أحدهم ماله فكروا في آخر••• ضحايا وضحايا تشابهت طريقة الإيقاع بهم وتباين المبلغ الذي خسره هؤلاء من ضحية إلى أخر، المهم أنه لا يقل عن 100 مليون سنتيم• بعض هؤلاء الأفارقة ينشطون ضمن عصابات كثيرا ما يبدأ عملها عند تصفح إعلانات بيع أملاك من المنازل والفيلات ومختلف العقارات، حيث يتصل أفراد هذه العصابات بأصحاب هذه الأملاك الذين يتم اختيارهم بعناية فائقة وحين يحضر موعد اللقاء، يعمد هؤلاء إلى عرض على المعني مبالغ مالية بالعملة الصعبة مغلفة كلها بمادة سوداء وبحوزتهم محلول كيميائي يقومون من خلاله بنزع تلك المادة السوداء، وعندما ينتهي محتوى القارورة من المحلول السحري، يطلبون من الضحية مبلغا ماليا معتبرا مقابل إحضار محلول لإزالة ما تبقى من المادة السوداء على الأوراق النقدية المزورة، وغالبا ما يرضخ الضحية للمطلب بعد أن يكون الطمع قد أعمى بصيرته ويغيب أفراد العصابة في رمشة عين بعدما يكونوا قد استولوا على مبلغ مالي معتبر، تاركين الضحية يعض أطراف أصابعه• ولعل الطريقة الأكثر شيوعا وإقناعا حسب ما أكده لنا مصدر أمني تلك التي تتمثل في الإدعاء بالقدرة على مضاعفة الأموال، مثلما حدث مع الضحيتين (ن ي) و( س،م) من العاصمة وهما تاجران، حيث حدث وأن التقى أحدهما برعيتين إفريقيتين الأول من مالي والثاني من ليبيريا، أوهماه أن لديهما مبلغا ماليا معتبرا يودان استثماره في الجزائر وأكدا له أنهما من رجال الأعمال، كما تحايلا عليه وأقنعاه بقدرتهما على مضاعفة الأموال ومن العملة الصعبة عن طريق محلول سحري يتم رشه على أوراق سوداء فتتحول إلى دولارات أمريكية، وأخبراه أن هذه الأوراق السوداء موجودة داخل صندوق في حقيبة لا يمكن استرجاعها من سفارة مالي بالجزائر إلا بعد تسليم مبلغ 150 مليون سنتيم بالإضافة إلى مبلغ 150 مليون سنتيم الخاص بالمحلول السحري الذي يحول الأوراق إلى دولارات، وأكدا عليه أن المبلغ الموجود داخل الصندوق يزيد عن 7 ملايين أورو، وأخبراه أنه إذا منحهما مبلغ 300 مليون سنتيم، فسوف يربح الكثير من الأموال التي تساوي أربعة أضعاف المبلغ الذي سلمهما إياه••• تخمرت الفكرة في ذهن التاجر خاصة بعد أن أظهرا له بعض الوثائق المكتوبة باللغة الإنجليزية وعليها أختام رسمية، أو هكذا خيل له•• فكر قليلا وأبدى موافقته لكن أخبرهما في الأول أن يتصل بأحد أصدقائه وهو الآخر تاجر حتى يساعده في توفير ذلك المبلغ المطلوب (300 مليون سنتيم)، وفعلا استطاع إقناع صديقه•••• وفي الموعد المحدد، سلم التاجران المبلغ كاملا، بينما سلمهما الرعيتان صندوقا محكم الإغلاق، وتم ذلك أمام مبنى سفارة مالي، لكنهما اشترطا على التاجرين ألا يقدما على فتح الصندوق إلا بعد مرور 48 ساعة ثم اختفى الرعيتان•• وبعد يومين قام الصديقان بفتح الصندوق، ولكنهما صعقا عندما اكتشفا أن لا أثر لأية دولارات داخل الصندوق فقط قصاصات من الورق سوداء اللون وعبثا حاولا رشها بالمحلول السحري المزعوم لكن دون جدوى، ولم يجدا أمامهما من حل سوى تقديم شكوى لدى مصالح الأمن بأنهما ضحيتا نصب واحتيال• 14 رعية إفريقية تنشط في عصابة احتيال وتزوير مع بداية شهر جانفي من سنة 2006 تمكنت مصالح الأمن من إلقاء القبض على 14 رعية إفريقية ينشطون في عصابة أو بالأحرى شبكة تخصصت في النصب والاحتيال والتزوير واستعمال المزور وهذا بعد عدة شكاوي تقدم بها ضحايا هؤلاء المحتالون، الذين تمكنوا من الاستيلاء على مبالغ مالية معتبرة عن طريق خدعة السائل السحري، وتحويل الأوراق إلى دولارات أمريكية حيث داهمت الشرطة الشقة التي كان قد استأجرها أفراد العصابة للقيام بأعمالهم الإجرامية وتقع بإحدى الشوارع الكبرى للعاصمة، وتم ذلك بعد نصب كمين لهذه العصابة، وتم العثور على عدة أختام مزورة، تتعلق بسفارة مالي، شهادات نجاح تخص طلبة الجامعات، وكذلك بطاقات التسجيل بالجامعة، كما ضبط بحوزتهم آلات طبع، جهاز كمبيوتر وسكانير، وغيرها من الوسائل المستخدمة في التزوير• طلب اللجوء السياسي واستولى على 5 ملايير سنتيم فصلت محكمة الجنح بالحراش خلال الأسبوع الثاني من شهر فيفري الجاري في قضية رعية إفريقي والضحية (ج•ب) مستورد جزائري صاحب شركة بغرب العاصمة، كان قد تقدم بشكوى لدى مصالح الأمن مفادها أن المتهم المدعو (لفنتي)، قد استولى على مبلغ 5 ملايير سنتيم باستعمال طريقة الاحتيال، وحسب ما رواه الضحية على مسامع هيئة المحكمة فإن الرعية قدم نفسه على أساس أنه تاجر، وكانت تبدو عليه علامات الثراء وعرض عليه صفقة مربحة تتمثل في استيراد الفواكه من إيطاليا بقيمة 5 ملايير سنتيم، وبعد أخذ ورد وافق الضحية على العرض المغري، ولم يكن هناك أي مجال للشك في نوايا الرعية الإفريقية، كما قال الضحية ودون أن يسلمه أية وثيقة أو عقد رسمي سلمه المبلغ الضخم، وبعد طول انتظار وكان المتهم في تلك الأثناء يتردد باستمرار على مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدةبالجزائر لطلب اللجوء السياسي بالجزائر، طلب منه الضحية إتمام الصفقة أو إعادة المبلغ، وفي كل مرة كان الرعية يتحجج بأسباب واهية، وفي المرة الأخيرة أصر الضحية على استعادة المبلغ، حينها سلمه مبالغ مالية مزورة داخل كيس، مما أكد له أنه ضحية نصب واحتيال، فقام هو وصديقه بالتربص بالمتهم، واحتجزاه داخل سيارة، وتم استدعاء الأمن، وكان ذلك خلال شهر أكتوبر من سنة 2007، وعند مواجهته بالأفعال المنسوبة إليه أنكر معرفته بالضحية وبعد المداولات قضت هيئة المحكمة بالسجن 3 سنوات في حق المتهم• ••• والمتاجرة بالمخدرات أيضا امتثل خلال الأسبوع الأول من شهر جوان من سنة 2007 أمام مجلس قضاء الجزائر، تسعة رعايا إفريقيين من جنسية نيجيرية من بينهم امرأة متابعين في قضايا الهجرة غير الشرعية، التزوير والمتاجرة في المخدرات، وقد تم توقيفهم بضواحي بئر مراد رايس وبحوزتهم كمية معتبرة من المخدرات ووثائق مزورة• وقبلها وتحديدا مع بداية شهر جانفي من سنة 2007 تمكنت مصالح الأمن من وضع حد لنشاط عصابة أفارقة تتاجر بالهيرويين بمنطقة سعيد حمدين، تمت عملية القبض عليهم بعد تربص لتحركاتهم، وأثبت التحقيق أنهم يقيمون بالجزائر بطريقة غير شرعية، وضبطت معهم جوازات سفر مزورة• وبالإضافة إلى قضايا النصب والاحتيال وترويج المخدرات أصبح هؤلاء الرعايا الأفارقة من أكبر ممارسي الشعوذة في الأسواق الشعبية أو ما يسمى با" الفري فري" وقد انتشر أصحاب هذه الحرف في الآونة الأخيرة، وأكثر زبائن هؤلاء من النساء، وغالبا ما يكون أمثال هؤلاء المشعوذين من جنسية سنغالية كما أكدت المعاينة الميدانية لظاهرة الانتحار أن الكثير من الحالات قد تمت باستعمال الحجرة السوداء، ومصدر هذه الوسيلة هم الأفارقة الذين يبيعونها.