على ساركوزي الاهتمام بالأزمة الاقتصادية في بلاده عوض لعب دور المؤرخ تركيا جسر كبير بين الشرق والغرب لكن ليس لها دور في الاتحاد الأوروبي رفض وزير الشؤون الأوروبية التركي ايغيمين باغيس أمس، دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتركيا الاعتراف بأن الأحداث التي طالت الأرمن إبان الحرب العالمية الثانية كانت إبادة جماعية. وفي الأثناء رد وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون على تساؤل حول اعتبار الأتراك ما فعلته باريس في الجزائر إبادة، بأن الملف قد طوي منذ زيارة ساركوزي للجزائر. ورد وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون، من أنقرة حيث وقع اتفاقا أمنيا مع الجانب التركي يستهدف التصدي لحزب العمال الكردستاني، عندما سئل حول كيف سيكون رد فرنسا لو اعترفت تركيا بالقمع الاستعماري الفرنسي في الجزائر باعتباره إبادة جماعية، بالقول ''إن ساركوزي زار الجزائر وتحدث بنفسه وبعبارات قوية عن هذه اللحظة المؤلمة من ماضينا''، ومن ثم ''طوى تلك الصفحة''. وأشار غيان إلى أنه لا يتعين تحميل تصريحات ساركوزي ''أكثر مما تحتمل'' إذ أنه لم يوجه إنذارا لتركيا. لكن ساركوزي جاء في تصريحه من أرمينيا التي يزورها ''أنه إذا لم تبادر تركيا بالتفاتة السلام والاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، فإنه سيدرس اقتراح تبني قانون في بلاده يجرم إنكار الإبادة''، معربا عن أمله في أن تتحرك تركيا قبل انتهاء ولايته. وذكر ساركوزي في تصريحات نقلتها وكالة ''انترفاكس''الروسية للأنباء ''دور تركيا عظيم بالنسبة للعالم ولفرنسا، فهي جسر بين الشرق والغرب، ولكن ليس لها دور داخل الاتحاد الأوروبي''، مؤكداً أن ''الاتحاد الأوروبي ليس لتركيا''. وفي الرد التركي على تصريحات ساركوزي، قال باغيس خلال زيارة إلى ساراييفو إنه حري بساركوزي أن يهتم بإخراج بلاده من أزمتها الاقتصادية بدلا من لعب دور المؤرخ بشأن ''المسألة الأرمينية''، حسبما نقلت وكالة الأناضول للأنباء. وشدد الوزير التركي خلال كلامه في رده على الرئيس الفرنسي ''سيكون من الأفضل.. لو أن السيد ساركوزي تخلى عن دور المؤرخ وركز تفكيره على إخراج بلاده من الهوة الاقتصادية الواقعة فيها والخروج بخطط لمستقبل الاتحاد الأوروبي''. وأضاف ''مهمتنا كسياسيين ليس تعريف الماضي أو أحداثه. بل تعريف المستقبل''. واتهم الوزير التركي ساركوزي باستغلال ما وصفه بالمسألة الأرمينية لأسباب انتخابية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في فرنسا العام المقبل. وقال ساركوزي للصحافيين في يريفان في اليوم الثاني من زيارته لأرمينيا ''تبدو الفترة من 1915 وحتى 2011 كافية للتفكير''. وكان قد قال أول أمس لدى وصوله إلى أرمينيا إن ''تركيا، البلد الكبير، ستفتخر بإعادة النظر في تاريخها على غرار ما فعلت بلدان كبرى في العالم، كألمانيا وفرنسا. نزداد قوة عندما ننظر إلى تاريخنا، والتنكر للتاريخ ليس مقبولا''. وكان ساركوزي قد أثار غضب تركيا قبل انتخابه عام 2007 بدعمه لقانون يهدف إلى مقاضاة الرافضين الاعتراف بتلك المجاز باعتبارها عملية إبادة جماعية. ورفض مجلس النواب الفرنسي لاحقا الإجراء ما أثار غضب الجالية الأرمينية في فرنسا والتي تقدر بنحو نصف مليون شخص. ويقول الأرمن إن ما يصل إلى 5,1 مليون أرميني كانوا ضحية عملية إبادة جماعية نظمتها الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى. أما تركيا فتقول إن ما بين 300 ألف و500 ألف أرميني، وعدد مماثل على الأقل من الأتراك قضوا في اضطرابات مدنية حينما انتفض الأرمن ضد الحكم العثماني وانحازوا للقوات الروسية الغازية.