ولد فان باستن يوم 31 أكتوبر 1964 في اوتريشت بهولندا، وانضم لأشبال ايدو لمدة موسم واحد عندما كان في السابعة من عمره. وفي عام 1980 ذهب إلى نادي ايلينكويجك، حيث التقطه أجاكس منهم عام 1981 ليلعب دور البديل. والبديل لمن؟ ليوهان كرويف، الأسطورة الهولندية وصانع أمجاد أجاكس. وبالتأكيد، كانت المهمة مستحيلة والتركة ثقيلة للغاية، حيث سجل فان باستن في أول موسم له مع أجاكس هدفا واحدا خلال مباراة واحدة لعبها مع الفريق. ثم ما لبث أن سجل 28 هدفا خلال 26 مباراة في موسم 83 حتى بدأت ترتسم ملامح الموهبة الجديدة، وقد تمت مكافأته باستدعائه إلى المنتخب الهولندي. ولم يكن ذلك إلا البداية. وبعد مفاوضات طويلة وصراع عنيف مع الريال والبارسا، استطاع نادي ميلان الإيطالي خطف الموهوب الجديد الذي لعب 133 مباراة مع أجاكس، سجل خلالها 128 هدف. لكن تلك الغزارة التهديفية والعبقرية الهجومية لم تسلم من أنصار الجزارين، حيث أصيب في آخر مباراة له مع أجاكس ضد دينامو دريسدان في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية التي فاز بها النادي الهولندي بنتيجة 1 - .0 وحرمت الإصابة مشجعي سان سيرو من إبداعات الشاب الهولندي في موسمه الأول، فلم يشارك إلا في 11 مباراة سجل خلالها 3 أهداف فقط. لكنه عوّض ذلك الغياب في الأمم الأوروبية التي بدأها على كرسي الاحتياط، ثم ما لبث أن لعب أساسيا في المباراة الثانية ضد إنجلترا. حصلت هولندا على البطولة، وحصل فان باستن على لقب الهداف. ولم يكتف بذلك، بل سجل هدفا اعتبر من أفضل وأجمل وأروع وأبدع الأهداف على الإطلاق في تاريخ اللعبة، كان ذلك هو الهدف الثاني في المباراة النهائية من لعبة هوائية من أقصى الطرف اليمين سكنت معها الشبكة السوفييتية، معلنة عن ماركة هولندية فريدة. وفي عام 95 أعلن فان باستن اعتزاله لكرة القدم وهو في سن الثلاثين، بعد رحلة كروية عنوانها الإبداع والمتعة، لكنها سقطت في النهاية بين أقدام الجزارين. وبالتأكيد، فإن فان باستن واحد من أعظم الهدافين في تاريخ اللعبة على الإطلاق والهداف الأول بلا منازع في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. ولم يأت كل ذلك من فراغ، ففان باستن هداف بالفطرة، يتميز بالذكاء الشديد وحسن التمركز والمتابعة الجيدة والحضور المتميز، خصوصا في المباريات الهامة والنهائية، كما يجيد ضربات الرأس واللعبات الهوائية، دقيق في تسديداته بالإضافة إلى مهاراته الفردية الجيدة وتعاونه الدائم مع زملائه.