جنات بوقراب: فخورة بجزائريتي وعلينا بناء علاقات جديدة مع الجزائر تبنت الحكومة الفرنسية تصورا جديدا في علاقاتها مع الجزائر، يقوم على تشجيع تعزيز التعاون بين المجتمع المدني في الجزائروفرنسا، وتطوير التبادل بين الشباب في المجال الثقافي، بما قد يساهم في طي صفحة التاريخ والذاكرة التي تعيق أي تطور نوعي في العلاقات الجزائرية-الفرنسية. قال وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار إن كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بالشباب والمجتمع المدني، جنات بوقراب، التي تزور الجزائر- وهي ابنة حركي- ''تنتمي إلى جيل جديد لا علاقة له بما حدث في الماضي''، وأضاف الوزير جيار خلال استقباله للوزيرة الفرنسية أن ''ملف التاريخ والذاكرة بين الجزائروفرنسا يجب أن يدرس بكل جدية وموضوعية''، وجدد موقف الحكومة الجزائرية بشأن ''طي صفحة التاريخ دون تمزيقها''. من جانبها دعت كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بالشباب والمجتمع المدني، جنات بوقراب، إلى إنهاء حالة اللبس والغموض في العلاقات الجزائرية-الفرنسية بما يخدم الجالية الجزائرية وتطلعات البلدين، وشددت الوزيرة بوقراب في لقاء صحفي بإقامة الميثاق على هامش زيارتها إلى الجزائر على بناء ''علاقات جديدة واستثنائية'' بين الجزائروفرنسا، يكون فيها للشباب والمجتمع المدني الدور الأبرز، وعلى رغبتها في تنفيذ مشاريع حيوية وإطلاق مشاريع لدعم العلاقات والتعاون الثقافي بين الشباب الجزائري والفرنسي، في مجالات الموسيقى والحفاظ على اللهجات المحلية، وتشجيع التبادل بين المجتمع المدني في البلدين، وأعلنت في هذا الصدد عن عقد ملتقى الجمعيات الجزائرية والفرنسية في فرنسا بداية السنة المقبلة، كما أعلنت عن دعمها لفرق فنية جزائرية للمشاركة في مهرجان فني في مونبيلييه. وعبرت الوزيرة الفرنسية التي تنحدر من منطقة المدية عن ارتباطها بجذورها الجزائرية، وامتنانها للتجربة الجزائرية في مجال دعم الشباب، وقالت ''أنا فخورة بما قامت به الحكومة الجزائرية لصالح الشباب، لقد اطلعت على تجربة دعم إنشاء المؤسسات الصغيرة في الجزائر، كما أنني فخورة بالصحافة الجزائرية التي قدمت الكثير من التضحيات، وأعرف أن تكون صحفيا في الجزائر ليس كما تكون صحفيا في فرنسا''. وثمنت ما يقدمه الجزائريون والفرنسيون من أصول جزائرية في فرنسا من إسهامات كبيرة في مختلف المجالات، وذكرت في هذا السياق الكاتبة آسيا جبار، وأعلنت رغبتها في دعم جهود الجالية الجزائرية في فرنسا، وأشارت إلى أن العديد من الأشخاص المنحدرين من الجالية الجزائرية يتقلدون مناصب سامية بفرنسا، في المستشفيات والقضاء والفنون والرياضة، وأن هذه الإطارات ترغب في خدمة العلاقة بين ضفتي المتوسط. ودافعت الوزيرة الفرنسية، العضو السابق في مجلس الدولة الفرنسي، عن سياسة الحكومة الفرنسية فيما يتعلق بالهجرة والتعامل مع الجاليات المغاربية والإسلامية، وقالت ''فرنسا بلد لائكي، ولا يقبل التمييز بين الأديان أو التطرف، والحكومة الفرنسية تعمل على المساواة بين الفرنسيين من دون النظر إلى جذورهم أو دينهم أو عرقهم، ليس لنا أي حساسية من الإسلام أو المسلمين، بدليل أننا فتحنا جناحا للفن الإسلامي في متحف اللوفر الشهير، وتم إنجاز فيلم وثائقي عن مساهمة مسجد باريس في الحرب العالمية الثانية، ونعطي المؤسسات التعليمية الإسلامية تمييزا ضريبيا هاما، والحكومة الفرنسية تحترم الشعائر الإسلامية، بدليل أننا قمنا بتخصيص أماكن لذبح الأضاحي في عيد الأضحى''. واستقبلت كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بالشباب والحياة الجمعوية، جانيت بوقراب، من قبل وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، محمد بن مرادي، وناقش الوزيران مسائل تسهيل الاندماج المهني للشباب من خلال التكوين داخل الشركات والمبادرات المشتركة.