كشف مندوب ليبيا لدى الأمم المتّحدة، المنشق عن نظام العقيد الليبي السابق معمّر القذّافي، عبد الرحمان شلقم، أن الرئيس السابق هوّاري بومدين هو من أقنع رجل الدين اللبناني موسى الصدر بزيارة ليبيا عام ,1978 بُغية الحصول على الأموال من القذّافي. ذكر عبد الرحمان شلقم، خلال نزوله ضيفا على برنامج ''الذاكرة السياسية''، الذي بثّته قناة ''العربية'' أوّل أمس، أن بومدين غضب بشدّة من الزعيم الليبي السابق، وشعر بالخديعة بعد اختفاء المرجع الشيعي البارز. وأشار إلى ثلاث روايات، الأولى أن الإمام موسى الصدر بعد أن وبخ القذافي في أحد مساجد طرابلس التي أراد فيها القذافي التكلف في تفسير القرآن ومنها فكرته بنزع فعل الأمر من صورة الإخلاص لتبدأ ''..الله أحد..'' بدلا من ''قل هو الله أحد''، حيث لم يتوان الصدر في وصف العقيد بالمتجني على الدين الإسلامي، ومن تلك اللحظة نفذت عملية الاغتيال في ليبيا. ورواية ثانية أنه قتل في روما بعد خروجه محملا بهدايا مالية من ليبيا وهي الرواية الأقرب. فيما توجد حكاية ثالثة لم يفصل فيها كونها ضعيفة الإسناد. وذكر شلقم أن من مظاهر وذكريات التعجرف عند القذافي حكايته مع الرئيس التونسي المخلوع زيد العابدين بن علي قبل أن تنجح ثورة الياسمين، حيث عرض العقيد على بن علي أن يصبح أحد أتباعه بإعلانه الانضمام إلى اللجان الشعبية بالجماهيرية، وهو ما جعل الرئيس التونسي يعود غاضبا إلى تونس، أياما قلائل قبل أن تشتعل ثورة الياسمين. وكان الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا قد خرج من جلسة مع القذافي حضرها الرئيس الأسبق بن بلة وأورتيغا بعد أن وجه له القذافي كلاما جارحا بأنه تابعا له بعد أن منحه أموالا طائلة في حملته الانتخابية. من جهة أُخرى، ذكر وزير الخارجية الليبي السابق أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان أكثر الزعماء العرب الذين عرفوا كيف يسايرون عقلية العقيد الليبي، وأنه كان ناصحا له، مستدلا بأحد المواقف التي حدثت بالجامعة العربية، حيث قال: خاطب بوتفليقة القذّافي أمام الملأ قائلا ''أنا لا أفعل ما تفعله ولا أقول ما تقوله لأنني أتقي الله في شعبي''. وأضاف المتحدّث أن بوتفليقة اتّصل به بعد الخلاف الذي نشب بين القذافي والملك السعودي، على خلفية كشف ما قيل إنها مؤامرة لاغتيال هذا الأخير، وقال له ''على القذافي أن يكون أكثر تسامحا''. وأشار شلقم ضمنيا إلى أن علاقة أحمد بن بلّة بالزعيم الليبي كانت علاقة تبعية. وكشف شلقم عن علاقة القذّافي ببقيّة الحكام العرب، قائلا إنه كان يغار من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بسبب الكاريزما التي يتمتّع بها، وأنه كان يعتقد بأنه الأحق بحكم مصر من السادات، بينما كان يستلطف الرئيس المخلوع حسني مبارك بسبب أسلوبه الشعبي، في حين كان يُعامل الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي بأبوية وفوقية، ويكره الرئيس السوري بشار الأسد ''لأنه أطول منه''.