شلقم يدعو مجلس الأمن لإنقاذ ليبيا وشعبها من قمع القذافي تواصل انهيار نظام القذافي بتخلي مقربيه وأبرز إطارات جماهيريته في العالم عنه، وآخرهم عبد الرحمان شلقم الرئيس السابق لبعثة ليبيا في الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي و وزير الخارجية سابقا، الذي دعا مساء أول أمس المجتمع الدولي إلى التدخل لإنقاذ ليبيا وشعبها من أعمال القمع التي يتعرض لها المتظاهرون المناوئون للقذافي وفاجأ شلقم الجميع عندما استنكر تهديدات القذافي بقتل شعبه وحرق ليبيا داعياً الأطراف الدولية إلى التحرك ووقف حمام الدم عبر أخذ قرار حاسم وشجاع، وفي كلمته المقتضبة التي ألقاها في اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقد أول أمس لبحث الأوضاع والتطورات في ليبيا، شكك شلقم في حقيقة المظاهرات المؤيدة للقذافي التي عرضها التلفزيون الليبي، مشيراً إلى أن النظام الليبي أخرج الأطفال من دور الرعاية الاجتماعية وألبس الجنود ملابس مدنية ليظهروا كمشاركين في مظاهرات مؤيدة له، كما أكد أن الليبيين تظاهروا بصورة سلمية رغبة في الديمقراطية والتقدم لبلادهم،غير أن القذافي اتهمهم بتعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات، مضيفا أن تهديد القذافي بتوزيع الأسلحة على الليبيين غير صحيح لأنها ستستعمل ضده كما قال. وكان شلقم قد أعلن تخليه عن نظام معمر القذافي كما فعل مساعده إبراهيم الدباشي الاثنين الماضي وفق ما أفاد به دبلوماسي في الأممالمتحدة، وهي التصريحات التي تمثل انعطافا كاملا للمندوب الليبي الذي ظل يردد في الأيام الماضية أنه صديق لمعمر القذافي ولا يمكنه التخلي عنه. وهاجم شلقم وهو المندوب الليبي لدى الأممالمتحدة معمر القذافي ومضمون خطابه الأخير من الساحة الخضراء، واستنكر تهديداته بقتل شعبه داعياً الأطراف الدولية إلى التحرك لإنقاذ البلاد، كما انتقد أنصار القذافي الذين احتشدوا لسماع خطابه. وتابع مستغرباً: "أمن أجل المجد يقوم القذافي بكل هذا؟" وقال أن القذافي يقول لليبيين "أحكمكم أو أقتلكم"، في إشارة إلى حجم القتلى من المحتجين الذين سقطوا برصاص الأمن و"المرتزقة" ممن سخرهم النظام الليبي لوقف الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله وتنحيه عن السلطة. كما ختم شلقم كلمته التي وصفت بالمفاجئة بالبكاء والتأثر الشديد ليلتف حوله ويعانقه الحضور من الأعضاء الحاضرين في مجلس الأمن. وقبل انقلاب شلقم على القذافي كان العديد من المسؤولين والإطارات السامية والسفراء والدبلوماسيين قد أعلنوا استقالتهم وتبرؤوا من الأعمال القمعية التي تعرض لها المتظاهرون العزل. ومن هؤلاء أحمد قذاف الدم المبعوث الشخصي السابق لمعمر لقذافي وابن عمه الذي قدم استقالته وطلب اللجوء السياسي في مصر احتجاجا على ما أسماه بالانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية، و كذا وزيري العدل والداخلية والكثير من الدبلوماسيين والسفراء في الخارج، مثل السفراء الليبيين في كل من الهند والأردن وفرنسا ومنظمة اليونيسكو وغيرهم، كما قدم النائب العام الليبي عبد الرحمن العبار استقالته هو الآخر احتجاجا على المجازر التي ترتكب بحق الشعب الليبي.