أشعر بأنني مستهدف وما يحدث لي غير بريء / الأنصار في بجاية شتموا والدتي وعند نهاية المباراة طلبوا منّي أخذ صورا تذكارية معهم/ إبعادي من المنتخب ليس بسبب شجاري مع أمين العتاد خرج فوزي شاوشي حارس مولودية الجزائر عن صمته، بعد الإقصاء الجديد الذي تعرّض له من الحكم. وقال شاوشي بعفويته الطبيعية بأنه لم يعد قادرا على فهم دواعي تجريح الأنصار الجزائريين له، مما جعله يؤكد، في هذا الحوار الذي خص به ''الخبر''، بأنه قرر نهائيا التعاقد مع فريق فرنسي. هل لنا أن نعرف أسباب إشهار الحكم عاشوري لبطاقة حمراء في وجهك؟ صدّقوني إن قلت لكم بأنني لم أفهم ما جرى، وأقسم لكم بالله، بأن الحكم كان يستفزني منذ اللحظات الأولى للمباراة، وفي كل مرة كانت الكرة بين يدي أو كنت أستعد لإعادة الكرة إلى الميدان من خط الستة أمتار، كان يقترب منّي ويقول بالعامية ''هيا شاوشي سلّك روحك''، وكان يقصد من كلامه بأنني مطالب بالإسراع في إعادة الكرة إلى الميدان، وكنت أردّ عليه، في بداية المباراة باحترام وأقول له ''يا شيخ هذا وين بدا الماتش''. وماذا حدث بعد ذلك؟ حين خرج بابوش مصابا، حملت شارة القائد بدلا منه، وكان الحكم في كل مرة يستفز رفقائي فوق أرضية الميدان، وكان واضحا بأنه يسعى جاهدا لإنذار كل واحد منهم، وكنت أتدخل، بصفتي القائد، لأطلب منه عدم إشهار بطاقته الصفراء تقديرا منّي بأن الخطأ لا يستحق الإنذار، وكان ردّ الحكم عليّ بالقول ''عد إلى مكانك يا شاوشي فلن أمنح له بطاقة''، وحين أعود أتفاجأ بالحكم يشهر بطاقته الصفراء. هل كنت تستحق الطرد في المباراة أمام شبيبة بجاية؟ لم أرتكب أي خطإ أستحق عليه الطرد، على العكس، فإن مهاجم شبيبة بجاية هو الذي كان يستحق أن يطرد حين اعتدى عليّ، فقد تجاوزت خط ال 18 مترا لإبعاد كرة خطيرة، لكن تدخل اللاّعب البجاوي عليّ كان عنيفا ثم نهض ودفعني بقوة، وكان طبيعيا أن أتحدث إليه غاضبا، فما كان عليه أن يقوم بذلك، وكنت أتصبّب عرقا، فلمسته قطرات منها، مما جعله يوهم الحكم بأنني بصقت عليه.. وماذا حدث بعد ذلك؟ تفاجأت في تلك اللحظة بقدوم المدافع إبراهيم زافور ليلومني على ما قدّره بصقا لزميله وأحدث ضجيجا حتى يسمعه الحكم، وأكدت لزافور بأنه مخطئ فقد كان بعيدا عن اللقطة، لأتفاجأ بالحكم يشهر بطاقة حمراء في وجهي. كيف كانت ردّة فعلك؟ لم أصدّق نفسي وأنا أرى يد الحكم مرفوعة حاملة بطاقة حمراء موجّهة إليّ، وعندما كنت أهمّ بالخروج قلت للحكم (عاشوري) عبارة واحدة فقط ''نوكّل عليك ربي''، ثم غادرت أرضية الميدان، وبلغني بأن الحكم الرابع نفسه لم يصدّق بأن زميله طردني وقال لمسيري المولودية ''لماذا طرد شاوشي إنه قرار غريب''. لكنك دخلت في مناوشات مع أنصار شبيبة بجاية.. أنا بشر، وحين تمادى الأنصار في شتمي وشتم والدتي، لم أتمالك نفسي، ووجدت نفسي أردّ على الشتائم والإهانات، إن الأمر يتعلّق بوالدتي، ولا أعرف إنسانا لا يتأثر عند شتم والدته. ما تعليقك على تكرار إقصائك من الحكام في بداية الموسم؟ لا أعرف لماذا أصبحت مستهدفا، فخلال مباراة شباب قسنطينة، كنت أحمل شارة القائد، وتحدثت مع الحكم بنّوزة من هذا المنطق لأستفسره عن قراره، فراح يشهر بطاقة صفراء في وجهي ويدوّن في تقريره بأن الإنذار يعود للإحتجاج على قراره، ثم هناك أمرا غريبا حدث في مباراة بجاية.. ماهو؟ حين كان فريق شبيبة بجاية متفوّقا في النتيجة، ظل الحكم يقترب منّي في كل مرة تكون الكرة بين يدي، ويأمرني من جديد بالإسراع في إعادتها للميدان، هذا لا يصدّق، فقد كان فريقي خاسرا، وإذا كان هناك لاعبا يريد الإسراع وعدم تضييع الوقت، فسيكون ذلك الشخص شاوشي وليس لاعبا من شبيبة بجاية. تبدو متأثّرا جدا؟ صدّقوني، لا أعرف دواعي استهدافي من الحكّام والأنصار على حدّ سواء، فبالنسبة للحكّام، بدأت أقتنع بأن ما يحدث لي غير بريئ، فربّما هناك بعض الحكّام من يريد أن يصنع لنفسه اسما حين يطردني، حتى يقال عنه بأنه طرد شاوشي.. صدّقوني لم أعد أفهم ما يحدث ولماذا شاوشي بالتحديد، ربما لأن شاوشي يلعب في الجزائر وليس لاعبا قادما من بطولات أوروبية. تقصد بأنك لا تستحق الطرد؟ أنا لاعب منضبط بشهادة من أشرف عليّ، صحيح أنني متحمّس خلال المباريات، لكنني لست شريرا، وأريد أن أعرف سبب كل هذا التحامل، أنا جزائري وأملك جواز سفر أخضر مثل كل الجزائريين، وساهمت في تأهّل المنتخب إلى المونديال.. لم آت من كوكب آخر، إنه أمر لا يطاق، فكلّما أدخل ملعبا، تنهال الإهانات عليّ وأكون مستهدفا من الحكّام، لقد سئمت هذا الوضع وتجريحات الأنصار واستهداف الحكّام لي، لذلك قرّرت التنقل إلى فرنسا للإمضاء لأحد أنديتها. هل وصلك عرضا..؟ من المفروض أن ثمة عرض جيد وسيتحدّد كل شيء عن قريب. هل ستغادر المولودية في ''الميركاتو''؟ لا أعلم بالتحديد، لكن أقول بأن فريقي مظلوم، فهو الخاسر الأكبر، ولم آت للمولودية من أجل أن ألعب مقابلة وأغيب عن مقابلتين. ماذا تقصد؟ رغم كل تلك الإنتقادات والتجريحات، فقد تفاجأت لعدد من الأنصار البجاويين، يستوقفونني خارج الملعب ويطلبون منّي أخذ صور تذكارية معهم، هل يمكن لعاقل أن يفهم ما يحدث، هذا غريب. هل يمكن القول بأنك مستهدف حتى لا تعود إلى المنتخب؟ أنا مستهدف فعلا، لكنني لا أتهم أحدا دون دليل، وبالنسبة للمنتخب الوطني، أفكّر دائما في العودة . هناك إجماع على أن المناوشات بينك وبين حارس عتاد المنتخب بسبب قميص المنتخب في عنّابة وراء إبعادك؟ هذا غير صحيح تماما، ولست اللاّعب الذي دخل في مناوشات مع المكلّف بالعتاد، بل لاعبا آخر في المنتخب، وتم إلصاق التهمة بي، كما أن كل لاعبي المنتخب، على غرار بوفرة ولحسن وغيرهما، ألقوا بقميص المنتخب بعد المباراة فرحا بالإنتصار ولم تحدث أية ضجّة.