وضعت مصالح الدرك الوطني سجلا خاصا بسرقة المواشي، يتضمن هوية الموالين، مع إحصاء المركبات الناقلة للمواشي، والوجهة المقصودة كأسواق بيعها. ويأتي هذا الإجراء لكبح نشاط لصوص المواشي، وتخوفا من وجود لحوم مجهولة المصدر تباع في الأسواق، بعد أن أحبطت محاولة سرقة 30 ألف رأس من الغنم منذ بداية السنة الجارية. تعيش ولايات الهضاب العليا، على غرار ولايات المدية، الجلفة، سطيف، عين الدفلى أم البواقي، حالة استنفار قصوى بعد استهداف ماشيتها، أياما قبيل عيد الأضحى المبارك، من قبل شبكات تضاعف من نشاطها خلال هذه الفترة، ليجد المواطن البسيط نفسه أمام التهاب الأسعار بسبب هذا النوع من الجرائم الاقتصادية. وتلاحق عناصر الدرك الوطني ناقلي الماشية، مع إرغامهم على تحديد هوياتهم في نقاط التفتيش الموزعة على الطرق، واتخاذ تدابير فجائية لاقتحام نقاط البيع بغية قطع الطريق أمام مافيا سرقة الماشية. كما قامت بإعداد مخطط الدوريات والحواجز عبر مختلف الطرقات، ومحاربة الأسواق الفوضوية بالتنسيق مع السلطات المحلية لبيع المواشي، إضافة إلى مراقبة الجزارين لمنع اللحوم مجهولة المصدر وغير المؤشرة من طرف البياطرة، إلى جانب إعداد مقاربة قضائية حول الأسلوب المنتهج في سرقة المواشي، مع مراعاة التوقيت والأماكن التي تكثر فيها السرقة والأيام المصادفة لأسواق بيع المواشي، والعمل على تحسيس الموالين بضرورة أخذ الحيطة والحذر من شبكة ترويج النقود المزورة خاصة في هذه المناسبة المصادفة لعيد الأضحى المبارك. وتشير أرقام كشفت عنها خلية الاتصال للقيادة العامة للدرك الوطني إلى ارتفاع منحى هذا النوع من الجرائم، بتسجيل سرقة 109 رأس من الغنم، و12 عجلا في ثلاث بلديات بولاية تلمسان خلال الشهر الماضي، وبولاية أم البواقي بلغ عدد المواشي المسروقة في نفس الفترة 402 رأس من الغنم، و3 أبقار، بينما أحبطت ذات المصالح محاولة سرقة 29661 رأس من الماشية خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية، في حين تم تسجيل 390 قضية لسرقة المواشي، مع استرجاع 6442 رأس، وتوقيف 722 شخص. وأغلب المتورطين في هذه السرقات تربطهم علاقة مع الضحايا، خاصة منها القرابة، بنسبة بلغت 40 ,82 بالمائة، ويتم التخطيط للسرقات بالتركيز على أوقات الليل، حيث أن 77 ,69 بالمائة منها نفذت في الفترة الليلية بمجموع 1153 قضية مسجلة.