أنهت المصالح العسكرية للأمن بالعاصمة التحقيق مع ابن عبد الحميد أبو زيد، أبرز قيادات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ووضعته بين يدي قضاة القطب الجزائي بالعاصمة، حيث يخضع حاليا للتحقيق في صلته بوالده ونشاطه في نقل المؤونة والبنزين إلى الجماعات الإرهابية بالصحراء، ونقل شحنات كبيرة من المخدرات إلى مهربين بليبيا. ذكر مصدر أمني ل''الخبر'' أن أجهزة الأمن حصلت على معلومات هامة من لخضر غدير، عن محمد غدير (الاسم الحقيقي لعبد الحميد أبو زيد) ونشاطه في الصحراء الكبرى، وتم ذلك أثناء فترة التحقيق التي دامت حوالي سنة، وأعقبت اعتقاله في منتصف العام .2010 ويبلغ لخضر من العمر 32 سنة، وهو أحد أربعة أبناء أنجبهم ''أبو زيد'' من زوجتين، إحداهما من وادي سوف والثانية من الدبداب بإليزي. وقد تعرض للاعتقال، حسب المصدر، بمنطقة الدبداب بفضل تعقب مصالح الأمن نشاطه في مجال التهريب. ونقل المصدر عن لخضر قوله للمحققين إنه نشط في تهريب الأسلحة وقطع غيار السيارات من ليبيا إلى الجزائر، منذ سن المراهقة. ودام نشاطه خمس سنوات، بعدها تحول إلى مهرب للسجائر في ورفلة مع ابن عمه، غدير محمد العيد الموجود حاليا بالحبس المؤقت، في قضية أخرى لها صلة ب''أبو زيد'' وجماعته. و''تخصص'' لخضر بعد سنة 2002، في تجارة المخدرات، حسب إفادته لأجهزة الأمن العسكري، رفقة ابن عمه حسين المسجون حاليا، حيث كانا ينسقان مع تاجر مخدرات معروف بالصحراء، يكنى الساسي ناصر، والذي كلفهما بنقل أربعة قناطير من المخدرات من ورفلة إلى موقع حدودي من جهة ليبيا، وتسليمها إلى ليبي تاجر مخدرات. ويذكر لخضر، في التحقيق، أنه كان يتقاضى 80 مليون سنتيم عن كل قنطار مخدرات ينقله خارج الحدود. وبدأت صلة لخضر بوالده، أمير كتائب القاعدة بالساحل، في بداية 2003 عندما اتصل به هاتفيا ليطلب لقاءه. وتم ذلك بعد فترة قصيرة بمنطقة تسمى النزلة، تبعد حوالي 150 كلم عن وسط ورفلة. ويذكر المعتقل أن والده عرّفه بشخص أثناء اللقاء يسمى عبد الرزاق البارا. وكان معهما خمسة إرهابيين يركبون سيارة دفع رباعي مجهزة بسلاح رشاش مضاد للطيران. وخلال اللقاء، طلب أبو زيد من ابنه الاشتغال معه على سبيل العضوية في شبكة دعم وإسناد بالمؤونة والبنزين وقطع غيار السيارات. وتعهد لخضر بتحقيق مطلب والده، ولكنه لم يتوقف عن تجارة المخدرات، إذ ذكر للمحققين أنه خلال العام 2003 ربط صلة مع مهرب مخدرات مغربي أرسل له 3 قناطير من المخدرات مع جزائري من مغنية، بهدف نقلها إلى ليبيا. وأكد لخضر أنه قبض 180 مليون سنتيم نظير إيصال الشحنة. وخلال اللقاءات العديدة التي تمت مع والده في نفس المكان، النزلة، لم يرد في إفادة لخضر أنه أخبر والده بنشاطه في المخدرات. وفي كل مرة كان يلتقيه مع ''البارا''، الذي سقط نهاية 2003 أسيرا لدى جماعة تشادية مسلحة، سلمته لنظام العقيد القذافي الذي سلمه بدوره إلى الجزائر في أكتوبر .2004 وتميز نشاط لخضر مع والده بإمداده بكميات كبيرة من البنزين في براميل كبيرة، وقطع غيار سيارات رباعية الدفع كان يجلبها من ليبيا، زيادة على كميات من شتى أنواع الأغذية لفائدة عناصر جماعة أبو زيد. يشار إلى أن غرفة الاتهام بمجلس قضاء الجزائر أحالت، نهاية العام الماضي، 11 شخصا على محكمة الجنايات، جميعهم من أبناء عمومة أبو زيد الذي جندهم ضمن نشاط خطف الرعايا الغربيين، وتهريب السلع.