مهرب يكنى ''نيري'' حرّض الإرهابيين على تنفيذ عملية إرهابية كبيرة في تندوف أوقفت مصالح الأمن في تندوف منذ 48 ساعة، مشتبه فيه جديد في حادثة اختطاف الرعايا الأوروبيين الثلاثة من مخيم الرابوني الصحراوي بتندوف، وهو شقيق مهرب معروف في المنطقة. وشكلت دائرة الإستعلامات والأمن بوزارة الدفاع، فريق عمل لمواصلة التحقيق في حادثة الخطف وملاحقة الخاطفين. اتفقت الجزائر وباماكو، على هامش زيارة الرئيس المالي للجزائر، الأسبوع الماضي، على تشكيل فريق عمل أمني متخصص في مكافحة عمليات اختطاف الرعايا الغربيين من دول الساحل. وتكفلت الجزائر، حسب مصادر أمنية تحدثت ل''الخبر''، بتمويل الفريق وتكوينه حتى يصبح قادرا على ملاحقة الجماعات الإجرامية، وفرق الاختطاف التابعة لفرع تنظيم القاعدة في الساحل. وكشفت المصادر بأن مختصين جزائريين في التحقيقات المتعلقة بالجماعات الإرهابية، تنقلوا الأحد الماضي إلى باماكو في إطار مهمة تشكيل فريق العمل، الذي سيشرع في ملاحقة مجموعات الاختطاف وتحديد نقاط ضعف المجموعات المسلحة التابعة لقاعدة المغرب في شمال مالي. وذكرت المصادر بأن خبرة مكافحة الإرهاب في الساحل طيلة عدة سنوات، أكدت ضعف قدرات أجهزة الأمن والتحري في دول الصحراء ومنها مالي، وهو ما سهّل تواجد فرع تنظيم القاعدة في الساحل. وأضافت المصادر بأن أجهزة أمن موريتانيا والنيجر ودول غربية ستلتحق بالمبادرة الأمنية الجزائرية المالية، ويعمل المحققون في المجموعة على تقفي أثر الجماعات التي تختطف الغربيين وتدمير مخابئها والقبض على عناصرها، وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول نشاط خلايا الدعم اللوجيستي في شمال مالي والنيجر. وكشف مصدر آخر على صلة بالملف، بأن التحقيقات أكدت بأن خلايا الدعم اللوجيستي التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب في دول الساحل، مسؤولة عن 90 بالمائة من المعلومات التي حصل عليها القائد العسكري في فرع تنظيم قاعدة المغرب في الساحل عبد الحميد أبو زيد (اسمه الحقيقي محمد غدير) قبل التخطيط لعمليات خطف الرهائن، لهذا فإن تفكيك هذه الخلايا كفيل بحرمان التنظيم من المعلومات والإمداد الذي يسمح له بتوفير المؤونة لعناصره والرهائن الأجانب، وسيلاحق المحققون قبل تنفيذ أية عمليات عسكرية في المستقبل مجموعات الإسناد اللوجيستي. وفي سياق متصل، فرض الجيش طوقا أمنيا مشددا على منطقة ''هلالة'' جنوب غرب تندوف. ويجري مختصون في الأدلة الجنائية عملية تمشيط دقيق للمنطقة، التي يعتقد بأن الخاطفين استراحوا فيها بعد أربع ساعات من تنفيذ عملية الاختطاف. وذكرت مصادر عليمة أن المحققين عثروا على بقايا طعام ردمها الإرهابيون بعد مغادرتهم، وتظهر آثار الخاطفين بأنهم اضطروا للتوقف في هذا المكان بسبب إصابة أحدهم بجروح خطيرة جعلته عاجزا عن الحركة، كما كشفت الآثار إصابة أحد الضحايا. وقد أوقفت مصالح الأمن الجزائرية مشتبه فيه آخر في حادثة خطف الرعايا الأجانب وهو شقيق مهرب في حالة فرار يدعى ''نيري'' ويتابع المشتبه في قضايا تهريب للمخدرات عبر ولايات بشار وأدرار. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن ''نيري'' يكون قد حرّض الإرهابيين منذ عدة أشهر، على تنفيذ عمليات ضد الدرك وحرس الحدود في بشار وتيدوف ردا على عمليات ضبط شحنات المخدرات في الحدود الغربية. ويعتقد على نطاق واسع بأن المهربين طلبوا مساعدة الإرهابيين من أجل تنفيذ عملية كبرى ينتج عنها تحويل قادة عسكريين ومسؤولين في الدوك والأمن من أجل خلط الأوراق. ويواصل المحققون ملاحقة الخلية التي ساندت المجموعة الإرهابية في عدة مناطق بولايتي بشار وتمنراست. وتشير مصادرنا إلى أن الخاطفين تواصلوا عبر رسائل نصية قصيرة تم رصدها في إطار التحقيق.