''بابا راني جيعانة'' شكوى ابنته الصغيرة، كانت كفيلة لدفع عامل بحديقة التجارب بالحامة إلى التسلل إلى أعلى مدخل حديقة الحيوانات، مهددا بالانتحار ما لم يتم تسديد الأجور المتأخرة، ودفع الأثر الرجعي لقرارات الثلاثيتين التي لم يستفد منها عمال الحديقة، الذين تضامنوا مع زميلهم. أغلقت أبواب حديقة الحيوانات بحديقة التجارب بالحامة، بعد أن قام عامل بذات المرفق بالتسلل إلى سقف الحديقة في حدود الساعة التاسعة والنصف، وهو يحمل زجاجتين مملوءتين بالبنزين، ومهددا بالانتحار، بعد أن ضاقت به السبل، وكانت شكوى ابنته الصغيرة من الجوع القطرة التي أفاضت الكأس. وعند وصولنا للحديقة، تمكنا من الحديث مع الشاب ''ح.س''، عبر الهاتف، وقال ''لم أنم الليلة بعد أن اشتكت ابنتي من الجوع، وقررت في الصباح أن أُسمع صوتي، وحالي هو نفس حال كل عمال الحديقة، فلم نتلق أجورنا منذ 15 يوما، الأمر الذي دفعني للاستدانة لشراء كيس حليب. سئمنا الوعود وليكن في علم رئيس الجمهورية أن قراراته عبر الثلاثيتين الأخيرتين لا تطبق، فلا أزال أتقاضى 14 ألف دينار، والأجر الأدنى قفز إلى 15 ثم 18 ألف دينار''. زملاؤه الذي كانوا يتابعون تهديدات صديقهم حرقا بالبنزين من أعلى سقف مدخل الحديقة، أبدوا تضامنهم المطلق معه، فأكد جلهم أنهم مثل العبيد يعملون لتحافظ الحديقة على جمالها، مقابل أجر قاعدي يعادل 9 آلاف دينار، ولم يستفيدوا من رفع الأجر المنصوص عليه في الثلاثيتين الماضيتين، وأضافوا أنهم سئموا الوعود المقدمة من طرف ولاية الجزائر، الجهة الوصية على الحديقة، عبر السيدة سليماني المكلفة بملف المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التابعة للولاية، وهذا منذ عدة سنوات. السيدة سليماني تنقلت للحديقة، وتحدثت مع الشاب ''س.ح''، وباقي العمال، ورددت نفس الوعود، وبعد أربع ساعات نزل الشاب من أعلى سقف، مؤكدا أنه ينتظر تجسيد الوعود، وآملا ألا يسمع مرة أخرى ابنته الصغيرة تشتكي من الجوع.