قدّم المخرج عمار محسن، أول أمس، عرضه المسرحي الجديد الذي أنتجه المسرح الجهوي لسكيكدة، تحت عنوان ''عملية نوح''، المقتبس عن مسرحية علي سالم، بإدراج تقنيات حديثة تتمثل في شبه العمل السينمائي، وهو في حقيقته خيالي ومأخوذ من مسرحية ''راس الخيط''، التي سبق للمخرج أن قدّمها منذ عدة سنوات. يتطرق العرض طيلة ما يقارب 75 دقيقة، إلى مشاكل المجتمع الجزائري في قالب هزلي، يبحر بالمتفرج على متن سفينة نوح الخيالية، حيث يلعب المنشط دورا كبيرا في إخبار سكان المدينة بالفيضان الذي قد يعصف بهم، وذلك بالتنسيق مع نوح الذي يصطدم بمجموعة ''سي حكمان''، التي تعارض فكرة إخبار سكان المدينة بالفيضان، الذي تتناقله مختلف وسائل الإعلام الدولية، ما يزيد من هول كل من حكمان وربحان وهيبان، وهم أشخاص يعملون على تحقيق أغراضهم الشخصية، ويقومون بتكذيب الخبر عن طريق الإشاعة، ولكن رغم هذا يظل نوح مصرّا على إنقاذ ما يقارب 10 آلاف شخص، مقترحا أن تكون غالبيتهم من الإطارات في مختلف الميادين، الأمر الذي يرفضه ذوو المصالح الخاصة، الذين يحصرون على أن يكون العدد المطلوب في عائلاتهم والحاشية، بهدف الاستيلاء على المدينة وبسط يدهم على كرسي الحكم، وكذا العمل على تفشي البطالة والجهل لدى أوساط الشعب، وهو ما يقومون به مع نوح الذي يسجن ويتولى حكمان مسؤولية العملية. وفي الوقت الذي كان الأشخاص الثلاثة يتشاورون حول هذه العملية، تأتي زوجة نوح لمقاومتهم وشتمهم، وهي في هذا المشهد تمثل دور المرأة في المجتمع عند المحنة.