قال الدكتور محمد سي يوسف، أستاذ بجامعة تيزي وزو، إن بجاية لم تتمكن من بناء صرح علمي كبير في مستوى جامع الزيتونة أو الأزهر أو القرويين أو دمشق وبغداد، بسبب هجرة علمائها، وأضاف المحاضر أن التاريخ يشير إلى تعلق سكان منطقة الزواوة بالهجرة منذ القدم. أكد الدكتور سي يوسف، في محاضرة ألقاها في أشغال الملتقى الوطني الثاني حول التواصل العلمي والثقافي بين الزواوة وتلمسان في إطار القافلة العلمية والثقافية لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الذي انطلق أمس بتيزي وزو، أن سكان بجاية وعلماءها فروا بعد احتلال الإسبان لمدينتهم عام ,1510 وهو الاستعمار الذي دمر وخرب كنوزها العلمية ومكتباتها ومعاهدها. وأشار الدكتور سي يوسف إلى أن علماء أجانب درسوا بمنطقة الزواوة، أكدوا بعد ذلك أن سكان المنطقة من طبيعتهم أنهم متعلقون بالهجرة، سواء لظروف اقتصادية أو أمنية أو رغبة في تغيير الأجواء، وهي الظاهرة التي لا تزال موجودة إلى اليوم، بالنظر للأعداد الكبيرة من سكان المنطقة الذين يفضلون الهجرة، سواء نحو المدن الجزائرية الأخرى أو نحو الخارج. وركزت بقية المحاضرات والمداخلات حول موضوع العلاقة بين منطقة الزواوة وتلمسان عبر العصور، سواء في القضايا الوطنية أو في المجال الديني والحضاري.