وجّه بعض مؤدّي الأغنية الشاوية صرخة للقائمين على قطاع الثقافة، يطالبون فيها بالتدخل لإنقاذ اللغة والأغنية الشاوية من الاندثار، بعد أن بدأت ملامحه تظهر من خلال توجّه الكثير من الفنانين في ولايات الأوراس الكبير إلى الغناء العصري وباللغة العامية، في الوقت الذي بدأت الرحابة تشق طريقها نحو الزوال. اتهم بعض الفنانين من ولايات أم البواقيوخنشلةوباتنة، على غرار رئيس فرقة ''إيذورار'' علي فرقاتي، ورئيس جمعية ''المحافظة على الأصالة'' عمار فردي، والفنان سليمان الشاوي، عددا من المؤلفين والمنتجين والموزعين، بالقضاء على التراث الشاوي عموما والأغنية الشاوية خصوصا، عبر تشجيع فناني المنطقة على الغناء العصري وباللغة العربية، بدل الشاوية، من خلال ترجمة الكلمات الشاوية الموجودة في التراث الغنائي الشاوي إلى العربية، ثم اختيار أشهر الفنانين في المنطقة لأدائها، وهو نوع من الإساءة بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة إلى التراث الذي تركه الأجداد للأحفاد. ويرى هؤلاء أن تظاهرة كالمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الشاوية، يجب أن تكون شاوية خالصة من التأليف إلى التلحين إلى الأداء. قائلين: ''أما أن تتسابق الفرق على الجوائز وبالأغنية العربية العصرية، فهذا ليس مهرجانا''. ودعا هؤلاء إلى الاقتراب من أرياف وقرى الأوراس الكبير، قصد الاحتكاك بكبار السن من الرجال والنساء، والخروج بأغانٍ تحمل كلمات شاوية محضة وبتلحين مميز، ثم الوقوف على الركح لترديدها، كما طالبوا بإنشاء مدرسة للأغنية الشاوية، يتعلم فيها الناشئون مبادئها وكيفية أدائها وتطويرها، والخروج بها إلى الوطنية والإقليمية ولِمَ لا العالمية، كالفنان عيسى الجرموني الذي كان أول عربي يغنّي في باريس بقاعة الأولمبيا. وأبرز هؤلاء أن الأغنية الشاوية صارت مخنوقة في الأوراس الكبير ومحصورة في المناسبات، ومقصورة على تقديمها في تحيات المستمعين عبر الإذاعات الجهوية للولايات الثلاث، باتنة، خنشلةوأم البواقي، وهي إشارة إلى أن القائمين على هذه الإذاعات، ورغم انتمائهم للمنطقة، إلاّ أنهم لم ينظموا ملتقيات حول اللغة والأغنية الشاوية. من جهة أخرى، أكد الفنانون عدم لعب الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي دوره في إبراز التراث الشاوي من خلال لغة أهل منطقة الأوراس، وأغانيهم وعاداتهم وتقاليدهم، حيث لم تُمرّ الأغاني الشاوية عبر القنوات الوطنية للإذاعة والتلفزيون، الأمر الذي جعلهم يناشدون أصحاب المال من أثرياء الأوراس لإنشاء قنوات إذاعية وتلفزيونية، بغية بعث هذا التراث المادي واللامادي للجزائريين خصوصا والعالم العربي إجمالا. بدوره، دعا بعض المثقفين مثل المؤرخ محمد الصالح أونيسي، طلبة منطقة الأوراس إلى البحث في التراث من خلال رسائل التخرّج التي تُعنى بالتراث الشاوي، ضاربا المثل بأحد طلبة معهد اللغة العربية، الذي قدّم رسالة تحت عنوان ''الصور البيانية في الأمثال الشعبية بمنطقة الأوراس''.