قال ممثل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في الجزائر، مامادو مباي، إن الاضطرابات التي شهدتها الجزائر، في جانفي الماضي، لم تكن لتحدث لو أن الشباب ''وجدوا من يستمع إليهم ويؤطرهم''، وقال ''تلك الأحداث أكدت أن الشباب الجزائري ليس له تمثيل''. وخيمت أحداث ''الزيت والسكر''، مطلع السنة على تدخل مامادو مباي، خلال يوم دراسي نظمه البرلمان بغرفتيه بالاشتراك مع ''البنود''، أمس، حول علاقة البرلمان مع المجتمع المدني، في كلمة أراد من خلالها أن يختزل موقفه من واقع ''المجتمع المدني'' في الجزائر، بالقول إن ''الشباب الجزائري لم يجد من يمثله، والاضطرابات التي شهدتها البلاد أكدت ذلك، وفي المقابل بات واضحا أن الحكومة لم تستطع تأطير هذه الشريحة، ما يطرح، حسبه، ضرورة أن يكون للشباب ''تمثيلية فاعلة '' لدى مؤسسات الدولة. وإن دعيت العديد من الجمعيات إلى جنان الميثاق للمشاركة في الملتقى، غير أنها بقيت متفرجة على تدخلات المحاضرين، وقلة من قياداتها تناولوا الكلمة، بينما طرحت استفهامات وسط الحضور وخاصة منهم الأجانب إن كانت، فعلا، الجمعيات المدعوة تمثل المجتمع المدني في الجزائر. ودق المشاركون ناقوس الخطر، حيال ''هوة'' سحيقة بين المواطنين ومن يمثلهم في البرلمان، في توجهات عامة، آلت إلى أن ''الديمقراطية التشاركية'' التي يتغنى بها البعض، ليست غائبة فحسب، بل معدومة. وكانت ممثلة جامعة الجزائر، فتيحة بن عبو، أكثر قساوة في حكمها على هذا الواقع، لما قالت ''الجزائر تواجه أزمة تجاه مؤسساتها التمثيلية (البرلمان والمجالس المنتخبة) في ظل غياب الحوار بين المواطن والسلطة من أجل حل المشاكل المطروحة. ولاحت أعين متدخلين إلى البرلمان، الذي ناقش أول أمس، مشروع قانون الجمعيات الجديد، لما طرحت إشكالات عانت منها الجمعيات، من ذلك إشكالات تأسيس الجمعيات وارتباط اعتمادها ب''وصولات'' لا تقدم، رغم إقرار القانون اعتمادها التلقائي بعد ستين يوما، لكن ''دون تطبيق''، وسلم متدخلون ب''غموض'' في القانون، وقد حملوا معهم'' أمنيات'' بمراجعة القانون الموجود قيد المناقشة في المجلس الشعبي الوطني، فيما تدخل ممثل الجمعية الوطنية الفرنسية، ألكسندر ميشال، ليؤكد بأن المجتمع المدني في بلاده يناقش مع البرلمانيين القضايا المطروحة، وأن الحكومة في فرنسا في طور مراجعة علاقتها بالجمعيات .