تشهد عدة جامعات حالة من الغليان والفوضى بسبب معدلات النجاح والطرد النهائي ''التعسفي'' للطلبة. وقد تأزم الوضع في جامعة البويرة إلى حد وقوع مشادات بين الطلبة استعملوا فيها القارورات الزجاجية والخناجر.. وأمام هذا الوضع الخطير، طالبت التنظيمات الطلابية بتدخل الوزير لإقالة عدد من رؤساء الجامعات بسبب سوء التسيير. أصيب أربعة طلبة بجروح، مساء أول أمس، إثر وقوع مشادات بالمركز الجامعي بالبويرة، استعملوا فيها القارورات الزجاجية والخناجر، بعد أن حاولت مجموعة منهم منع الطلبة من مغادرة المركز إلى غاية حضور مدير الخدمات الجامعية ليرفعوا إليه انشغال نقص وسائل النقل الجامعي. وتحدث شهود عيان ل''الخبر''، بأن الحادثة وقعت في حدود الساعة الخامسة مساء عندما تأخرت حافلات نقل الطلبة في الوصول إلى مدخل المركز، مما أثار غضب عدد منهم، وطلبوا من زملائهم عدم مغادرة المكان إلى أن يحضر مدير الخدمات الجامعية، غير أن بعض الطلبة والطالبات الذين يقطنون في الدوائر البعيدة حاولوا الخروج فوقعت بينهم مشادات استعملوا فيها القارورات الزجاجية والعصي والخناجر، قبل أن تتدخل عناصر الأمن لفظ النزاع، وقد علمنا من مصادر استشفائية أن جميع الجرحى غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج. وأرجعت مصادرنا سبب تأخر الحافلات إلى الاكتظاظ الذي شهدته طرق المدينة في تلك الفترة، بعدما أغلق أصحاب محلات وسط المدينة الطريق الرئيسي احتجاجا على قرار العدالة القاضي بترحيلهم من محلاتهم التي قررت السلطات الولائية تهديمها، أما الطلبة فقد أكدوا بأن السبب الحقيقي يعود إلى عدم توفر العدد الكافي من الحافلات، وهو المشكل الذي أضحوا يعانون منه يوميا. وفي البليدة، أصيبت طالبة بمعهد الفلاحة وعلم البيطرة في جامعة سعد دحلب بحالة إغماء، استدعى تدخل عناصر الحماية المدنية لتقديم لها الإسعافات الضرورية لها، وهي الحالة الأولى التي تسجل منذ دخول الطلبة في الإضراب على إثر تراجع الإدارة عن موقفها ووعودها، بينما يواصل طلبة بكلية الطب في سنتهم الأولى الإضراب عن الطعام أيضا عن الطعام لعدم تحقيق مطالبهم. وكشف المضربون ل''الخبر'' بأن الإدارة تراجعت في موقفها بعدم تسوية الانشغالات المرفوعة إليها، خاصة مسألة عدم الالتزام بتعهدات عدم الطرد، مستدلين بأن 20 طالبا منهم مهدد بالطرد نتيجة ذلك، وأضاف المضربون بأن الإدارة تنتقم منهم بطريقة شبه مباشرة في تحميلهم عواقب إضراب السنة الجامعية الماضية لمدة 03 أشهر، ''بالتكثيف في دروس لا نهاية لها''، مؤكدين بأن برنامج الفصل الأول والثاني جرى في أقل من 30 يوما، وهي المدة نفسها التي أجروا فيها الامتحانات الشمولية والاستدراكية بمعدل امتحانين في اليوم الواحد. وبكلية الطب أوضح المضربون من طلبة السنة أولى خاصة، أن نقاط الامتحانات الاستدراكية كانت كارثية وغير معقولة، وأن قرارا نهائيا تم التوصل إليه أفضى إلى صياغة معدل إنقاذ مثالي وإلغاء جميع النقاط الإقصائية ودون استثناء، إلا أن الإدارة تراجعت في موقفها، مؤكدين على مواصلة الإضراب إلى غاية الاستجابة إلى مطالبهم. طرد تعسفي بجامعة سكيكدة وتعيش جامعة سكيكدة حالة من الغليان بسبب دخول الطلبة المنضوين تحت لواء الاتحاد العام للطلبة الجزائريين في إضراب عن الطعام، بعد أن تم طرد طالب مدى الحياة من الجامعة. وأوضح رئيس الاتحاد، منذر بودن، أن الوضع لا يمكن أن يسكت عنه ''خصوصا وأن الطرد مدى الحياة نعتبره قرارا لا يصدر إلا في الحالات الاستثنائية، وليس لمجرد نشوب مشادات كلامية بين الطالب المطرود ومنسق الأمن بالجامعة''، وأضاف المتحدث ''نحن نطالب بأن يكون الطرد النهائي في حالة المساس برموز الجمهورية والرموز الدينية وسط الجامعة''. وتابع ''نحن نستغرب أن تتكرر الظاهرة في سكيكدة وفالمة، ولو أنها كانت معقولة في هذه الأخيرة، حيث إن طرد الطالب يومها كان بسبب نزعه لحزام السروال لضرب الأستاذ، وطرد مدى الحياة وكان سببا معقولا''، أما بالنسبة لحادثة سكيكدة فهو تعسف تام، لأن القرار يقضي على حياة إطار، ولهذا قرر الطلبة تصعيد الاحتجاج، ومطالبة وزير التعليم العالي والبحث العلمي بإلغاء قرار الطرد''. أما الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر، مصطفى نواسة، فربط حالة الغليان التي تعيشها الجامعة بسوء التسيير وفشل رؤساء بعض الجامعات في احتواء المشاكل التي تقع، وأضاف المتحدث ''الغليان متعلق بالنجاح والرسوب كما يحدث في جامعة دالي إبراهيم وباب الزوار بالعاصمة''. ويطالب المحتجون في كلية الحقوق وعدد من التخصصات بأن يتم تنزيل معدل النجاح بالإنقاذ، من خلال نظام الانتقال بأربعة ديون (مواد) بدل مادتي أو دينين. أما فيما يتعلق بالطرد النهائي، فربطه مصطفى نواسة، بما ينص عليه النظام الداخلي للجامعة، لكننا ضد الطرد العشوائي والتعسفي. واعتبر أن أغلب مظاهر العنف التي تقع يتسبب فيها أعوان الأمن الذين يرتكبون تجاوزات واستفزازات ضد الطلبة، لأن أغلبهم غير مكون في العمل داخل الجامعات. من جهته، أفاد علي بلعلام رئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائرية بأن ''سوء التسيير في الجامعات وعدم حل مشاكل بسيطة بالحوار وراء تعفن الوضع والفوضى''. وأضاف ''نسجل ضياعا لملفات الطلبة وغيابا للاهتمام بمشاكلهم وغياب الأساتذة''. كما أن المشكل الكبير مطروح على مستوى جامعة باتنة، حيث تم تدشين قطب جامعي جديد بلا مرافق، ورفض الأساتذة التوجه إليه، وهذا بسبب غياب الحوار مع الأساتذة والطلبة وفتح النقاش. ويرجع كل ذلك إلى أن ''بعض رؤساء الجامعات لا يعملون عملهم ويجب تنحيتهم من مناصبهم بسبب عجزهم''.