تباينت آراء الفنيين الجزائريين، الذين اقتربت منهم ''الخبر'' لتستطلع آراءهم وتقييمهم لمشاركة المنتخب الجزائري الأولمبي في بطولة أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة، وتضييع التشكيلة الوطنية لتأشيرة التأهل لأولمبياد لندن .2012 فإذا كان البعض قد حمّل المدرب عز الدين آيت جودي المسؤولية في هذا الإخفاق، فإن آخرين لم يترددوا في انتقاد اللاعبين، وفسروا هذا الإقصاء بتواضع مستوى البطولة المحلية التي يتشكل جل تعداد ''الأولمبي'' من لاعبيها. عبد الرحمن مهداوي ''اللاعبون كانوا سذجا والإقصاء مسؤولية الجميع'' وصف مدرب المنتخب الجزائري العسكري، عبد الرحمن مهداوي، إقصاء المنتخب الأولمبي من المشاركة في الأولمبياد القادم بالكارثي، قياسا بالتحضيرات الطويلة التي استفاد منها الفريق قبل مشاركته في الدورة التصفوية. وأوضح مدرب المنتخب العسكري أن الإقصاء جاء نتيجة افتقاد اللاعبين التركيز، في وقت كان فيه الفريق ما بين الشوطين أقرب إلى التأهل إلى الدور نصف النهائي، ولم يكن ينقص الفريق، حسبه، إلا دعما معنويا. واعتبر مهداوي أن ''الأولمبي'' راح ضحية تساهله مع مجريات المقابلة وسذاجة لاعبيه، ما سمح للفريق النيجيري، حسبه، بتعديل الكفة والسيطرة فيما بعد على مجريات المقابلة، مضيفا أن اللاعبين الجزائريين انهاروا معنويا في الشوط الثاني. وجدد مهداوي في معرض حديثه أسفه للطريقة التي خرج بها الفريق الوطني من سباق التصفيات، وقال إن دهشته كانت كبيرة لإقصاء ''الخضر''، بالنظر إلى ثراء التشكيلة والفنيات التي يتوفر عليها ''الأولمبي'' الجزائري. ودعا المدرب الأسبق لوداد تلمسان، مع ذلك، إلى مواصلة الاهتمام بهذه التشكيلة، التي يرى بأن مستوى العديد من لاعبيها يؤهلهم للوصول للمنتخب الأول وطرق أبواب الاحتراف في أوروبا أيضا. كما أكد المدرب الوطني الأسبق أن مسؤولية الإقصاء يتقاسمها اللاعبون والمدرب سويا، مجدّدا أسفه وخيبة أمله الكبيرة بسبب إقصاء ''الخضر''، خاصة بعدما ترك أشبال المدرب آيت جودي انطباعا جيدا في المقابلة الأولى أمام السينغال.
لخضر بلومي ''لاعبونا يضيّعون في 6 أمتار والنيجيريون يسجلون من 30 مترا''
رفض اللاعب الدولي السابق، لخضر بلومي، تحميل المدرب آيت جودي المسؤولية في إخفاق المنتخب الجزائري الأولمبي في التأهل لأولمبياد لندن 2012، واصفا خروج ''الخضر'' من سباق الأولمبياد في دور المجموعات بالمهين. وشدّد مدرب المنتخب المحلي بأن المسؤولية تقع على اللاعبين بالدرجة الأولى الذين خيّبوه كليا في هذه الدورة، في صورة الثنائي عواج وبونجاح، وحتى الحارس معزوزي ''هل آيت جودي مطالب بالتسجيل بدل عواج وبونجاح اللذين خيّبا ظني فيهما وضيّعا ما لا يضيع؟ أين مسؤوليته إذا كان لاعبوه يفشلون في التهديف في منطقة 6 أمتار في وقت يسجل النيجيريين من بعد 30 مترا''، يقول بلومي، الذي يرى بأن استبدال سعيود في المباراة كان أكثر من منطقي بعدما أثبت اللاعب، حسبه، أنه مجرد جوكير ''المعلق المصري دافع عن سعيود عند تغييره لأنه يلعب في مصر، ولا أفهم كيف يُلام آيت جودي على تغيير لاعب مرّر كرة جيدة وحيدة خلال ساعة من اللعب، وكان من الأفضل الدفع به بديلا، كما كان الحال في المباراتين الأوليين'' يقول بلومي، الذي اعتبر الإقصاء ومردود اللاعبين المتواضع في هذه الدورة يعكس مجدّدا المستوى المتردي للبطولة الوطنية.
محمد قاسي سعيد ''آيت جودي يتحمّل المسؤولية وبلعمري اكتشاف الدورة'' عبّر اللاعب الدولي السابق، محمد قاسي سعيد، عن أسفه البالغ للإقصاء الذي لحق المنتخب الأولمبي في مراكش، وأكد محدثنا أن هذا الجيل المميز من اللاعبين كان يستحق أفضل من النتائج التي سجلها خلال التصفيات الأولمبياد هذه، لكن الفريق، حسبه، راح ضحية عدم فعالية مهاجميه، في صورة الثنائي بونجاح وعواج. وحمّل قاسي سعيد مسؤولية الإقصاء في المقام الأول للمدرب عز الدين آيت جودي ''تأسفت كثيرا لهذا الجيل المميز الذي ضيّع حلم المشاركة في الأولمبياد القادم، رغم أنه كان يملك كل مقوّمات النجاح، كما أنه استفاد من إمكانيات كبيرة وفرتها له الاتحادية، وهذا هو منطق كرة القدم، فقد ضيّعنا ثلاثة أهداف محققة ودفعنا الثمن، وعلى آيت جودي تحمّل مسؤولياته، خاصة أن قرار تغيير سعيود لم يكن صحيحا، لأن البديل داود لم يكن موفقا تماما''، يقول قاسي سعيد الذي أوضح، من جانب آخر، بأنه برغم خيبة الإقصاء، إلا أنه خرج بملاحظات إيجابية في صورة من وصفه بالاكتشاف جمال بلعمري، الذي قال بشأنه ''مدافع أنيق وممتاز، كان موفقا في كل تدخلاته، وخروجه كان مؤثرا جدا، يستحق عناية أكبر وفرصة في المنتخب الأول''.
كمال مواسة ''المنتخب استفاد من أفضل التحضيرات لكنه خيّب الآمال'' عبّر مدرب اتحاد عنابة، كمال مواسة، عن اندهاشه الكبير لإقصاء المنتخب الجزائري الأولمبي من المشاركة في أولمبياد لندن، كما عبّر عن استغرابه للهزيمة الثقيلة التي مُني بها المنتخب أمام نظيره النيجيري 4/.1 وشدّد مواسة على أن سبب المفاجأة يعود بالدرجة الأولى إلى التحضيرات المميزة التي استفادت منها النخبة الوطنية قبل الدخول في سباق التصفيات، وأيضا توفر جميع الظروف لتحقيق التأهل، وقال ''أنا شخصيا كنت أرشح المنتخب الجزائري للتأهل إلى الأولمبياد، لكن الإقصاء حدث، وقد كان مُرّا''. ورغم تبخر حلم الأولمبياد، إلا أن مواسة لم يفوّت فرصة الإشادة ببعض فرديات المنتخب التي برزت خلال هذه المنافسة، وخص بالذكر الثلاثي سعيود، شعلالي وبلعمري، مضيفا أن النقطة الإيجابية في التشكيلة تتمثل في وجود لاعبين محليين في التشكيلة يفوق عدد المحترفين، ما يعني بالنسبة له أن البطولة الوطنية لازالت تتمتع بمستوى فني مقبول.
رشيد مخلوفي ''الإقصاء من التصفيات.. فضيحة'' صرّح المدرب الأسبق ل''الخضر''، رشيد مخلوفي، أنه لأول مرة، منذ مدة طويلة، تابع كل أطوار المقابلة التي جمعت بين المنتخبين الأولمبيين، الجزائري والنيجيري، واصفا الإقصاء والخسارة بنتيجة 4/1 بالفضيحة. وقال إن اللاعبين لا يلامون على النتيجة، بقدر ما يلام أصحاب القرار، لأن هؤلاء لم يحسنوا الاستثمار في الشباب، موضحا أن التشكيلة افتقدت لقدرتها على التأقلم مع ظروف المقابلة، بعدما استطاع بونجاح تسجيل الهدف الأول، وهو الهدف الذي وصفه بالجميل. ورغم الإقصاء، فإن مخلوفي لاحظ إمكانيات فردية لدى اللاعبين، حسبه، مضيفا أن الفريق كان ينقصه من يوجهه إلى الطريق الصحيح. وقال إن اللاعبين كانوا يسقطون الواحد تلو الآخر فوق الميدان، ما يعني، في تقديره، أن الفريق كان منقوصا بدنيا ومعنويا، داعيا إلى التعامل مع اللاعبين بجد أكبر.
الغابون مفاجأة الدورة يتحدى السينغال تشكلت أضلاع المربع الذهبي لبطولة أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة الجارية في المغرب، بعد التحاق منتخب مصر والغابون، عن المجموعة الثانية، بالمنتخبين المتأهلين عن المجموعة الأولى، منتخب السينغال والمغرب. ويلتقي مفاجأة الدورة منتخب الغابون مع نظيره السينغالي في مباراة النصف نهائي الأولى بملعب طنجة، فيما تجمع المباراة الثانية ممثلا العرب، منتخبا المغرب ومصر، في مباراة قوية بملعب مراكش. وكان منتخب الغابون قد حقق مفاجأة مدوّية، بفوزه المثير على أحد المرشحين الكبار للتتويج باللقب القاري والتأهل للأولمبياد، منتخب كوت ديفوار، بعد أن هزمه بثلاثية كاملة. فيما خضع منتخب جنوب إفريقيا لمنطق ''الفراعنة''، وانقادوا للهزيمة بثنائية نظيفة، صعد بفضلها أشبال المدرب هاني رمزي للدور النصف نهائي كأول المجموعة الثانية. للإشارة، سيتأهل المنتخبان الفائزان مباشرة إلى نهائيات الأولمبياد 2012 على أن يتقابل الخاسران في مرتبة تحديد صاحب التأشيرة الثالثة المؤهلة، على أن يلعب الخاسر مباراة الملحق مع منتخب آسياوي في لندن شهر أفريل القادم.