حسن نافعة ل''الخبر'': الإخوان فازوا لأنهم الأكثر تنظيما أظهرت نتائج جولة الإعادة في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصري، التي جرت على مدار يومي الاثنين والثلاثاء من هذا الأسبوع، على 52 مقعدا في تسع محافظات، اكتساح حزب ''الحرية والعدالة''، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، بحصوله على 34 مقعدا من أصل 45 مرشحا خاضوا الجولة، وأبرز المرشحين الفائزين يسرى بيومي وأكرم الشاعر، في الوقت الذي خسر النائب الإخواني حمدي حسن. والمفاجأة في نتائج الإعادة، كانت خيبة آمال السلفيين الذين لم يتمكنوا من الحصول على نسبة أكبر من تلك التي حصدوها في الجولة الأولى (28 مقعدا)، حيث حصلوا في جولة الإعادة على (6 مقاعد) فقط، كان التنافس فيها بين ''النور'' السلفي وبين ''الحرية والعدالة'' من ناحية على (22 مقعدا)، وبينهم وبين مختلف الأحزاب السياسية من ناحية أخرى. أما الكتلة المصرية، التي تضم كلا من أحزاب المصريين الأحرار لمؤسسه رجل الأعمال نجيب ساوريس، وحزب المصري الديمقراطي، قد احتلت المرتبة الثالثة (4 مقاعد)، أبرز الفائزين كان البدري فرغلي المرشح المستقل الذي تدعمه الكتلة على مقعد العمال في دائرة بورسعيد، إضافة إلى نسبة ال14 بالمائة التي فازت بها الكتلة في الجولة الأولى، في حين فاز حزب الوفد بمقعد واحد، وخرج فلول الحزب الوطني المحل من المشهد الانتخابي نهائياً. ومن أبرز مشاهد جولة الإعادة، هزيمة القيادي السلفي والمتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية عبد المنعم الشحات بدائرة المنتزه أول والمنتزه ثان، وفاز المستشار حسني دويدار بمقعد الفئات، كما فاز مصطفى محمد مرشح ''الحرية والعدالة'' بمقعد العمال. كما خرج من المنافسة الدكتور محمد يسرب عضو الهيئة الشرعية للإصلاح أمام الدكتور مصطفى النجار مرشح حزب العدل على مقعد الفئات في دائرة مدينة النصر. وقال الدكتور محمد البلتاجي، الأمين العام لحزب ''الحرية والعدالة''، ل''الخبر''، إن نتائج جولة الإعادة تعكس ثقة المصريين في الجماعة ونوابها، وتلقي بمسؤولية كبيرة على الإخوان في المرحلة القادمة عند دخولهم فعليا للبرلمان، مشيرا إلى أن الحزب كان يدرك قبل الانتخابات أن العمل بنظام الفردي لن يصب في مصلحة التيارات الأخرى، لاعتبارات كثيرة منها وجود الإخوان في الشارع واقترابهم من الناس''. أما يسري حماد، المتحدث الإعلامي لحزب ''النور'' السلفي، فقد أكد ل''الخبر'' أن النتائج جاءت معاكسة لتوقعاتهم في الحصول على أصوات أكثر في جولة الإعادة للانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى أن الحشد ضد حزب ''النور'' منذ بداية العملية الانتخابية لصالح حزب ''الحرية والعدالة'' كان أحد أبرز أسباب الهزيمة. وأضاف حماد قائلا: ''رغم أننا نخوض عالم السياسة لأول مرة، لكن هذا لم يدفعنا إلى استخدام سياسات ملتوية كما فعلت التيارات الأخرى، بل استخدمنا قواعد المنافسة الشريفة، ولكن ماذا نفعل أمام الهجوم غير المبرر علينا؟''. ومن جانبه، فسّر المحلل السياسي عمار علي حسن، فوز الإخوان على السلفيين بأن ''الإخوان لديهم الخبرة الأعمق في السياسة وخاصة إدارة الانتخابات، خاصة أنهم خاضوا هذه التجربة سابقاً منذ العام ,84 كما أنهم يمثلون التيار الوسطي الذي هو أقرب إلى المصريين من السلفيين''. واستبعد عمار أن يحدث تحالف بين الإخوان والسلفيين في الأيام القادمة، خاصة أن هناك معركة تنافسية محتدمة بينهما لاختلافهما الأيديولوجي الذي برز أكثر مع بداية الانتخابات، فكل فريق يحاول أن يمثل القوى الإسلامية الأبرز داخل المجتمع المصري، وعليه فإن تحالف الإخوان مع السلفيين سيعيد الأولى إلى مربع واحد. أما الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، فقال ل''الخبر'' إن ''هذه النتائج كانت متوقعة بقوة، لأن جولة الإعادة شهدت إقبالا ضعيفا نسبياً من قبل الناخبين الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع، وعليه من المنطقي جدا أن تفوز القوة الأكثر تنظيماً في الانتخابات، وهي الإخوان''. وتوقع نافعة أن يحدث تحالف استراتيجي بين الإخوان والسلفيين فيما بعد فقط في القضايا التي تمس الهوية، أما إذا تحول الحديث عن سياسات وبرامج سيكون الوضع مختلفا، لأن السلفيين، بحسب نافعة، لديهم رؤية أيديولوجية يصعب على الإخوان تقبلها.