''سعدان غير قادر على توبيخ اللاعبين وحاليلوزيتش يبحث عن الشهرة'' استضافت ''الخبر''، أمس، ندوة حضرها رئيس مؤسسة منتخب جبهة التحرير الوطني والمدرب الأسبق ل''الخضر''، رشيد مخلوفي، إلى جانب زميله حميد زوبا. ولم يخف الرجلان امتعاضهما من المنعرج الذي أخذته كرة القدم الجزائرية، وأوصيا بإصلاحات عميقة تخرج كرة القدم من عنق الزجاجة. يعتقد رشيد مخلوفي إن المدرب الوطني الأسبق، رابح سعدان، ليس مدربا قائدا، بمعنى أنه ليس بوسعه أن يوبخ لاعبا واحدا، حسبه. وأوضح مخلوفي بأن سعدان لا يتوفر على صفات الرجل الذي يفرض الانضباط على اللاعبين، وهذه الصفة يتعين توفرها لدى المدربين الذين يشرفون على تدريب اللاعبين الجزائريين، في إشارة إلى افتقار هؤلاء إلى الانضباط. أما من الناحية الفنية، فقد قال المدرب الأسبق ل''الخضر''، إن سعدان يتوفر على كل صفات المدرب الكفء من الناحية الفنية، موضحا بأن سعدان درس في المعاهد الرياضية، كما تعلم الكثير عندما كان عسكريا تحت إشرافه وعضوا في الطاقم الفني الذي قاد ''الخضر'' إلى مونديال إسبانيا العام .1982 وعن سؤال حول ما إذا كان مدربا جيدا للفريق الوطني، لم يتردد مخلوفي في التأكيد على ذلك، مضيفا أن سعدان كان المدرب الأمثل ل''الخضر''، إلا أنه أوضح أن سعدان كان بحاجة إلى مساعد قادر على فرض الانضباط عندما تفرض الظروف رد فعل من هذا النوع. وقال مخلوفي عن حال سعدان إنه لم يكن محاطا برجل يدعمه، بل كان محاطا برجل يزرع له الشوك في طريقه، في إشارة إلى رئيس الفاف. و على صعيد متصل انتقد مخلوفي وحيد حاليلوزيتش، المدرب الحالي للفريق الوطني، وقال بشأنه إنه لم يكن عادلا، عندما قال إن البطولة الوطنية تفتقد إلى مدربين أكفاء. وأضاف مخلوفي أن حاليلوزيتش أطلق هذا التصريح، لتبرير أي فشل محتمل للفريق الوطني في التأهل إلى مونديال البرازيل (2014)، وفي حال العكس، يقول مخلوفي إنه متأكد أن حاليلوزيتش سيقول إنه هو من كان له فضل التأهل إلى كأس العالم. ومن جهة أخرى كشف مخلوفي أن رئيس الفاف، روراوة، طلب منه في المرة الوحيدة قبل ست سنوات، عندما كان يقيم بفندق بمصر، الالتحاق بالجزائر للاستفادة من خبرته، وعرض عليه راتبا وشقة، وقال مخلوفي إن العرض أحرجه لأنه لم يكن بحاجة لا إلى راتب ولا إلى شقة، ورد عليه أنه أخطأ في العنوان. وأعطى مخلوفي الانطباع، بأن رئيس الفاف أراد شراء صمته. دعا إلى إقرار إصلاحات معمقة ''على الوزارة والفاف تجاوز الخلافات الشخصية وأناشد بوتفليقة التدخل'' ذكر رشيد مخلوفي، أنه لا يحق لا لوزارة الشباب والرياضة ولا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، رهن مستقبل كرة القدم، بسبب خلافات شخصية نشبت بين مسؤولين. وقال المدرب الوطني الأسبق، إنه يتعين وضع الخلافات الشخصية جانبا للانشغال بحاجيات كرة القدم الحديثة، مضيفا أن كفاءات لاعبي منتخب جبهة التحرير الوطني تسمح لهم بإعطاء رأيهم في الأزمة التي تعرفها كرة القدم، لأن هؤلاء، بالنسبة له، يعرفون معنى الاحتراف أفضل من غيرهم، ملفتا النظر إلى أنه ترقّب أكثر من مرة استقبال وفد من منتخب جبهة التحرير الوطني من طرف الرئيس بوتفليقة، لتقديم الصورة الحقيقية له لكرة القدم الجزائرية، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، حسبه. وكشف مخلوفي أنه طلب من بوتفليقة قبل قرابة خمس سنوات بسكيكدة، استقبال وفد عن منتخب جبهة التحرير الوطني، ليطلعه على واقع كرة القدم. وقال المتحدث إن عضوا في برتوكول الرئيس، اتصل به بعدها لتنظيم اللقاء، إلا أن مخلوفي انتظر طويلا دون أن يتلقى ردا رسميا. واستمر مخلوفي، مثلما يضيف، في الاتصال بالشخص الذي كلفه بوتفليقة بالنظر في استقبال وفد عن الفريق، إلا أن اللقاء لم يتجسد أبدا. وأضاف أنه في المرة الوحيدة التي اتصل به الشخص في الرئاسة، قال فيها له إن بوتفليقة منشغل بالانتخابات. وقال مخلوفي إنه لا يعاتب بوتفليقة، إلا أنه يعتبره المسؤول الوحيد القادر على تحريك الأشياء، في ظل الأزمة التي تشهدها كرة القدم الجزائرية وفي ظل البرودة التي تشهدها العلاقة بين الوزارة والفاف. ''أتمنى ألا يبحث لاعبو الثمانينيات عن المال'' صرح المدرب الوطني الأسبق، رشيد مخلوفي، أنه يتمنى ألا يكون لاعبو منتخب الثمانينيات يشهرون بحالة أبنائهم الذين ولدوا معاقين، في الوقت الحالي، من أجل المال. وقال المتحدث إنه أصيب بالصدمة حين سمع الخبر، معبرا عن اندهاشه لتأخر هؤلاء في طرح مشكلتهم، وأضاف أن التأخر في عرض القضية يطرح أكثر من استفسار. وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت القضية ستقلل من قيمة إنجازات ''الخضر''، في حال إثبات العلاقة بين المنشطات وحالة أبناء اللاعبين السابقين، قال مخلوفي إنه حتى في حال إثبات أن اللاعبين كانوا يتناولون المنشطات، فإن نتائج منتخب الثمانينيات تبقى تاريخية، وأعطى مثالا بسيطا بالمقابلة التي فاز بها المنتخب الجزائري على نظيره الألماني، بنتيجة 2/1 في افتتاح مقابلاته في مونديال إسبانيا (1982)، وأضاف مخلوفي أن الفوز على الألمان كان فنيا وتكتيكيا، ولم يكن بدنيا، طالبا طرح السؤال حول المنشطات على الألمان الذين كانت بنتيهم تخيف الكثير من المنافسين، على حد وصفه. وحسبه، فإن لاعبينا كان يتعين عليهم طرح القضية مبكرا وبطريقة سرية، موضحا أنه كان متأكدا أن السلطات العمومية كانت ستنخرط للمساعدة من أجل إثبات الحقيقة. واعتبر المتحدث أن منتخب الثمانينيات لم يكن بحاجة إلى تناول مواد منشطة، مبررا تقديره بالمهارات الفنية العالية التي كسبها هؤلاء بفضل تكوينهم مبكرا. وجدد مخلوفي مطالبته بفتح تحقيق لمعرفة الحقيقة ومعاقبة المتسببين في هذه الحالة، وساند تعويض اللاعبين ماليا، في حال أثبت التحقيق أن حالتهم لها علاقة بتناول المنشطات وقتها. من جانب آخر، قال مخلوفي إن الخطأ الذي ارتكبته السلطات العمومية، هو إهمالها للاعبي منتخب الثمانينيات، وأضاف أنه كان لزاما الاستفادة من خبرة هؤلاء عن طريق إخضاعهم إلى تكوين تحسبا للاستفادة من خبرتهم ومعارفهم الجديدة في ميدان التدريب، مؤكدا أن منتخب الثمانينيات هو الخلف الطبيعي لمنتخب جبهة التحرير الوطني. ''سوء التسيير وراء تدهور العشب الطبيعي'' في تعليقه على حالة العشب الطبيعي في الملاعب الجزائرية، قال مخلوفي بأنه متعجب للحالة التي وصلت إليها حالة الملاعب في الجزائر. وأوضح المدرب الذي قاد المنتخب الوطني للتتويج بذهبية الألعاب المتوسطية (1975)، بأنه زار العديد من البلدان التي تعرف درجات حرارة متباينة، وفي كل الحالات، لم يتأثر العشب الطبيعي بالطقس، مردفا أن السبب الذي يقف وراء سوء العشب الطبيعي في الجزائر يتمثل في سوء التسيير، داعيا إلى تكليف أشخاص يحبون الأرض لصيانة العشب وليس أشخاصا إداريين لا يحبون لا الكرة ولا الأرض. قال مخلوفي * طلب مخلوفي من مسؤولي الفاف عدم مشاركة المنتخب الوطني في تصفيات المونديال 2014 بالبرازيل، وبالمقابل حثهم على إعادة البناء في الداخل، طيلة المدة التي تستغرقها التصفيات. * أوصى مخلوفي رئيس الفاف، محمد روراوة، بالإبقاء على عز الدين أيت جودي في منصبه، وقال إنه إذا استغني عنه، فإن أيت جودي سيلتحق بأي ناد وسيتلقى ضعف ما يتلقاه من الفاف، داعيا إلى الاحتفاظ به مع إلزامه بتصحيح المسار. * جدد مخلوفي دعوته لرابح ماجر بالتوقف عن طموحاته في الترشح لرئاسة الفاف، وقال إن ماجر لا يصلح للإدارة بقدر ما يصلح للجانب الفني. * كشف مخلوفي أن مؤسسة جبهة التحرير الوطني، بادرت بتوجيه رسالة إلى بوتفليقة، تطلب منه التكفل بلاعبي منتخب جبهة التحرير الوطني وزوجاتهم ماليا، لأداء مناسك الحج لهذه السنة، بعدما لاحظت أن الرئيس بادر بالتكفل بالفنانين في فترة سابقة لأداء الحج. وقال مخلوفي إن بوتفليقة أمر وزارة التضامن بمتابعة الملف، مضيفا أن المبادرة أسعدت كل اللاعبين القدماء ممن مازالوا على قيد الحياة. ''قريشي توسل إلي لتفادي طرده'' قال مخلوفي إن مساعد المدرب الحالي للمنتخب الوطني، نور الدين قريشي، توسل إلى الطاقم الفني للمنتخب الوطني العام 1982 لتفادي طره من الفريق، على غرار زميله المحترف عبدالله مجادي. وأضاف مخلوفي أن قريشي، قضى ليلة مع زميله في ملهى ليلي، وتأخر الثنائي عن اللحاق بالتربص، ما جعله رفقة زميله محي الدين خالف، يقرران طرد الثنائي من المنتخب الوطني، بسبب إخلاله بالانضباط. إلا أن الطاقم الفني، مثلما يقول مخلوفي، تراجع عن موقفه، فيما يخص قريشي، بعدما توسل هذا الأخير إلى الطاقم الفني، بعدم تكرار ما فعله، وأيضا بطول التدريبات التي قام مع المنتخب الوطني طيلة عامين. أما بخصوص زميله مجادي، فقد أوضح مخلوفي بأن اللاعب لم يدافع عن نفسه، مفضلا حزم حقائبه للرحيل فور سماع قرار طرده. وأضاف مخلوفي متهكما أنه في اللحظة التي طلب فيها قريشي العفو عنه، تذكر قوة قلب الهجوم الألماني، روبش، وقال مخلوفي في نفسه، وقتها إنه لا يوجد لاعب آخر يعوض قريشي لإيقاف رأسيات روبش، ومثلما توقعه مخلوفي، يقول، فإن قريشي قام بدور كبير في وقف خطورة المهاجم الألماني. حميد زوبا ''روراوة قال لي إنه غير معني بالتكوين'' وجه أحد الوجوه البارزة في منتخب جبهة التحرير الوطني، حميد زوبا، انتقادات لاذعة إلى رئيس الفاف، محمد روراوة، وقال إنه أرغم، على غرار لاعبي منتخب جبهة التحرير الوطني، على الاكتفاء بدور المتفرج على الحالة المؤسفة التي بلغتها الفاف دون أن يكون لديهم قدرة على تغيير الأشياء. وقال زوبا إن كرة القدم الجزائرية تفتقد إلى استراتيجية في الوقت الراهن، مضيفا أن مؤسسة جبهة التحرير الوطني تسعى إلى تعميم فتح المدارس لتكوين اللاعبين الصغار في ضوء تجاهل الفاف للتكوين. وشدد زوبا على القول إن المؤسسة المذكورة تنشغل بالتكوين المبكر للأطفال، موضحا بأن اللاعبين يتعين عليهم الحصول على ما وصفه بالجرعة الأولى لتعلم كرة القدم. وذكر أن المؤسسة ستدشن يوم 11 ديسمبر الجاري مدرسة في زرالدة، تحمل اسم الراحل علي بن فضة، كما ستدشن أربع مدارس مماثلة شهر جانفي القادم بالشلف وسطيف وتيزي وزو وبومرداس. وفي إطار التكوين، قال زوبا إن المؤسسة ستتكفل بتكوين المدربين في التربصين اللذين سيقامان الشهر القادم بالشلف وسطيف. وعبر حميد زوبا عن استيائه الكبير، عندما أبلغه رئيس الفاف، محمد روراوة، بأن التكوين لا يدخل ضمن اهتماماته، ما دفعه إلى الاستقالة من منصبه كمدرب للمنتخب الوطني. ورفض زوبا ذكر اسم روراوة عمدا، في حديثه عما سمعه من لسانه.