أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، أمس، حكما غيابيا بالسجن المؤبد، في حق غدير محمد، المدعو عبد الحميد أبو زيد، قائد الجماعة الإرهابية الناشطة في الصحراء الجزائرية ودول الساحل، والمتابع رفقة 11 متهما آخرين بتهمة الانتماء ''لجماعة إرهابية دولية''، تقوم باختطاف سياح أجانب في الصحراء الجزائرية. كما نطق القاضي بن خرشي عمر ب10 سنوات سجنا نافذا في حق كل من قاسمي عبد القادر وقدوري أحمد وغدير عمر بن ميلود وغدير عمر العيد بن محمد، فيما سلط 5 سنوات سجنا نافذا في حق كل من غدير عمر الجيلالي وبن عروبة معتوق ووناس سليمان وبلقاسمي رابح. واستفاد من البراءة كل من وناس محمد ابن كني ووناس محمد بن أحمد، فيما تم تأجيل القضية بالنسبة للمتهم الهيزة عبد الرحمان للدورة الجنائية المقبلة، من أجل اتخاذ إجراءات التخلف فيما يخصه. وكانت النيابة العامة قد طالبت بعقوبات تتراوح بين 15 و20 سنة في حق 12 متورطا في دعم أمير الجماعات المسلحة في الصحراء، ''عبد الحميد أبو زيد''. وينسب للمتهمين ال12 الذين تربطهم كلهم صلة قرابة بأبي زيد، عدة أفعال موصوفة بالإرهاب، من أهمها إمداد الجماعات التي تنشط تحت قيادة محمد غدير، المعروف ب''أبي زيد''، بالمال والوقود والأسلحة والغذاء. وورد في محاضر التحقيق الأمني، التي كانت طاغية على أمر الإحالة على محكمة الجنايات، أن بعض المتهمين خطط مع أبي زيد لاستهداف منشآت عسكرية جزائرية، وشركات نفط أجنبية وخطف الفنيين العاملين بها. ومن أهم الوقائع المنسوبة للمتهمين، المشاركة في التدبير لخطف سياح غربيين بغرض الحصول على فدى. ويشار إلى أن بعضهم متورط في تهريب السجائر والمتاجرة بالمخدرات، واستخدام عائدات هذا النشاط في شراء أسلحة. ودرج المتهمون، حسب أوراق الملف القضائي، على لقاء أبي زيد في الصحراء بغرض البحث معه احتياجات الجماعة لتوفيرها، مثل المؤونة والوقود للسيارات رباعية الدفع، الذي كان يصل لأبي زيد داخل مئات البراميل، بناء على اتفاق مسبق مع المتهمين، الذين ينحدرون كلهم من منطقة الدبداب القريبة من الحدود مع ليبيا. وأنكر كل المتهمين الأفعال المنسوبة لهم عندما واجههم القاضي بالتهم، وقال أحدهم ينشط في مجال التهريب بليبيا، أنه سلّم نفسه بينما لا يتضمن الملف ذلك. وقد اعترف المتهمون عند الحضور الأول بجزء من الأفعال، لكنهم أنكروها أثناء التحقيق. وشددوا بأن لا صلة لهم بالمخدرات والمتاجرة في المواد الممنوعة. وذكر أحدهم أنه يملك إبلا في الدبداب، وأنه التقى فعلا بابن عمه أبي زيد في صحراء ورفلة، وزعم أنه لم يكن يدري بأنه محمد غدير مبحوث عنه لتورطه في الإرهاب. وذكرت مصادر مهتمة بالملف، أن القبض على الأشخاص ال12 انطلق بعد اعتقال الأخضر غدير، ابن أبي زيد، في مارس .2010 فقد استعان الأمن العسكري بالمعلومات التي قدمها عنه والده، في اكتشاف عناصر الشبكة التي كانت توفر له الإسناد.