النيابة التمست 20 سنة سجنا ضد 12 متهما منهم أظهرت جلسة محاكمة أتباع أمير منطقة الصحراء المدعو ”غدير محمد” والمعروف بأبي زيد، الاستراتيجية الجديدة التي اتبعها تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالصحراء والتي ارتكزت على تجنيد أقارب الأمير وأفراد عائلته لأجل تبيض الأموال المتحصل عليها من تجارة الأسلحة والمخدرات في الحدود الصحراويةئ· وكشفت جلسة محاكمة بعض أفراد أمير كتيبة ”طارق ابن زياد”، عن حقائق مثيرة فيما يتعلق بقضية اختطاف السياح وتهريبهم إلى مالي والنيجر لتتم عمليات المقايضة في مرحلة لاحقة، إلى جانب معلومات خطيرة عن تجارة الأسلحة والمخدرات عبر الحدود الليبية الجزائرية· وقد مثل أمس، 12 متهما معظمهم من أقارب الأمير أبو زيد يعملون في مجال تهريب المخدرات والسجائر الأجنبية، مشكلين بذلك شبكة دعم وإسناد لكتيبة طارق بن زياد، حيث تراوحت تصريحاتهم بين الإنكار والاعتراف بالتهم الموجهة إليهم، والمتمثلة في جناية تسيير وتنظيم جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن، حيازة أسلحة وذخيرة حربية دون رخصة من السلطة المختصة، والانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن· قاضي الجلسة استهل المحاكمة باستجواب المتهم ”ق·ع”، المكنى ”قادة لزرق” الذي يعمل كمقاول في شركة أجنبية، حيث اعترف أنه كان على علاقة مع المدعو غدير الساسي وهو شقيق عبد الحميد أبو زيد، الذي طلب منه في إحدى المرات أن يساعده في نقل بعض الوقود إلى أصدقاء ظلوا الطريق في الصحراء فقام بمساعدته، حيث قام بنقل أربعة براميل من الوقود سعة كل واحد 200 لتر، أي ما سعته 800 لتر إجماليا، حيث تم نقلها إلى منطقة الدبداب المتواجدة على الحدود الجزائرية الليبية وهناك التقى لأول مرة مع المدعو أبو زيد الذي طلب العمل معه كعنصر دعم وإسناد، غير أنه رفض فقام هذا الأخير بتهديده بتصفية أفراد عائلته، وتحت التهديد يقول المتهم وافق على العمل معه وأصبح يقوم بنقل المؤونة والوقود، وفي كل مرة كان يتلقى مبالغ مالية تتراوح بين 200 و500 مليون سنتيم· كما اعترف أنه شاهد في سنة 2004 السياح الألمان الذين تم اختطافهم· كما شاهد أيضا الأمير السابق عماري صايفي المكنى عبد الرزاق البارا· فيما واجهه رئيس الجلسة بأنه كان أحد مهربي المخدرات، حيث قام بتهريب أكثر من 10 قناطير من الكيف المعالج لليبيا على عدة مراحل، وأنه قام بشراء ثلاث شقق من عائدات التهريب والعمل مع الجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي فنده المتهم· فيما اعترف بحيازته سلاح كلاشينكوف ومسدس تسلمهما من الأمير أبو زيد من أجل استعمالهما في الصيد، وأشار المتهم إلى أنه سلم نفسه لمصالح الأمن بعدما سمع بالعمليات الإرهابية التي قامت بها كتيبة ”طارق ابن زياد”، مصرحا أنه احتفظ بالأسلحة لمدة ست سنوات ولم يستعملها في أي اشتباك· أما المتهم الثاني ”غ· محمد العيد بن محمد” وهو ابن عم الأمير، فقد صرح أنه تنقل إلى منطقة الدبداب رفقة ابن الأمير ”لخضر” بعدما أطلعه أن والده ينشط تحت لواء الأمير أبو زيد فتوجه لملاقاته بمنطقة الدبداب وهناك سلمه بندقية صيد· كما شاهد ترسانة من الأسلحة من ”ار بي جي” وقذائف صاروخية وطلب منه الاحتفاظ به· كما أنه قام بنقل المؤونة من أغذية ووقود· أما المتهم الثالث ”و· سليمان”، راعي إبل، فقد فنّد جميع ما نسب إليه، مصرحا أنه في إحدى المرات وبينما توجه لإحضار بعض الإبل لقي شخصين مزودين بالأسلحة فتقربا منه وطلبا منه مساعدتهما في الحصول على بعض الوقود· أما المتهم ”غ· عمر العيد”، فقد اعترف بنشاطه الإرهابي لصالح شقيقه الأمير أبو زيد، وهذا بداية من صائفة 2003 وهذا بتزويدهم بكل ما يحتاجونهم من مؤونة· في حين اعترف الإرهابي ”ل·ع” بأنه كان مكلفا بالتموين والتجنيد من طرف الزمير ابوزيد، حيث التقى بالتنظيم الإرهابي في 22 جانفي 2002 عندما تنقل رفقة ثلاثة من معارفه على متن سيارته الخاصة من أجل معاينة الإبل الخاصة بهم، غير أنه تم توقيفهم في حاجز مزيف يتكون من 45 إرهابيا قاموا بالاستيلاء على 15 سيارة رباعية الدفع وقاموا بحجز 50 شخصا قاموا بنقلهم إلى مكان قريب وهناك أخبرهم الأمير أنه سيطلق سراحهم وعرض عليه فكرة العمل كعنصر دعم وإسناد فوافق مباشرة ليتوجه رفقة بقية الرهائن الذين أطلق سراحهم إلى مقر الدرك الوطني للإبلاغ عن عملية التوقف والحجز، غير انه لم يبلغ عن العرض الذي اقترحه عليه الأمير· ممثل النيابة العامة في مداخلته جرّم الوقائع واعتبر التنظيم من أخطر التنظيمات الإرهابية الدولية التي تهدد استقرار عدد كبير من دول القارة الإفريقية، خاصة دول الساحل، ملتمسا تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق كل من ”ق·ع”، ”و·محمد”، ”غ·م·ع بن ميلود”، ”غ·م·ع بن محمد”، ”و·م” وعقوبة 15 سنة سجنا في حق بقية المتهمين·