أجهش المواطن عمراني علي بالبكاء ولم يتمالك نفسه وهو يروي ل''الخبر'' معاناته التي تحولت إلى كابوس أثقل كاهله وهو في سن ال24، فهو يعيل عائلة بأكملها أنهكها الفقر والحاجة والمرض، وهو مسؤول عن أفرادها من توفير لقمة العيش إلى السهر على مأكلها ومشربها وصحتها. يقول علي وهو يسرد تفاصيل المعاناة حين استضافنا ببيته العائلي، إنه ترك مقاعد الدراسة لحاجة أسرته له، فهو من يقوم بتحضير الطعام ويتابع ويرعى إخوته ووالده المصاب ''بالزهايمر''، ووالدته التي تعاني من تخلف ذهني ألزمها الفراش، بالإضافة إلى إخوته الثلاثة. ويعاني أصغر إخوته، مختار 15 سنة، من مرض السكري واحتقان في الأنف، ولم يمض على خروجه من المستشفى إلا أسبوع، مواصلا: ''الطبيب منحه الدواء وأوصاه بوضعه في الثلاجة، ونحن أحيانا لا نأكل لمدة ثلاثة أيام ونعاني جميعنا من سوء التغذية، فمن أين أحصل على الثلاجة؟''. المرض الذي عشش في بيت عائلة عمراني لم يترك أيضا الأخ الأكبر زكموط، 30 سنة، فهو متخلف ذهنيا، أما عبد الرحمان ذو العشرين ربيعا فيعاني من ضعف القلب واحتقان في الأنف. ولم يتمالك علي نفسه فأجهش بالبكاء وراح يخفي وجهه ما بين يديه وهو يسرد تفاصيل معاناة أشقائه، مواصلا: ''شقيقتي أم هاني 36 سنة، تعاني من فقر الدم ومتخلفة ذهنيا، ولا تقوى على الحركة، كما تعاني شقيقتي الصغرى فاطنة من فقر الدم وتمر عليها ساعات وهي مغمي عليها''. وناشد علي، في آخر حديثه مع ''الخبر''، السلطات والمسؤولين التدخل لإنقاذهم من حياة البؤس والشقاء، مؤكدا أن باب مسكنه مفتوح لكل من يريد أن يتأكد من معاناة أسرته التي لم يستطع التكفل بها، وهو دون عمل، وفي حال وجد عملا بأجرة يومية فلا يكفيه إلا لتوفير وجبة واحدة. للمساعدة: 05 55 14 19 88