توقع الخبير الدولي ومسؤول مجلة بترول وغاز العرب بباريس، فرانسيس بيران، أن تعرف أسعار الغاز ضغطا كبيرا خلال السنوات المقبلة في حالة دخول دول منتجة ومصدرة جديدة للغاز منها إسرائيل، مشيرا إلى أن عدة دول مرشحة لأن تتحول لبلدان مصدرة للغاز قريبا. وأشار الخبير الدولي ل''الخبر''.. ''بالنسبة لإسرائيل هنالك مؤشرات واقعية وأكيدة مع حقلين على الأقل هما تامار وليفياتان، وتقديرات بوجود احتياطيات هامة يتم إعادة تقديرها باتجاه الأعلى، وأتوقع أن تحقق إسرائيل في مرحلة أولى اكتفاء ذاتيا خلال سنوات قليلة، ولكن أيضا طرح بدائل عن الاتفاقيات المبرمة مع مصر، والتي تعرف مشاكل حاليا، حيث تعرض أنبوب الغاز المصري المزود للأردن وإسرائيل لأكثر من 10 عمليات تخريب وتفجير خلال سنة''. مضيفا ''بما أن سوق إسرائيل غير كبيرة، فإن المنطق يحتم البحث عن منافذ، وأولها السوق الأوروبية والآسيوية، من خلال الشروع في بناء هياكل قاعدية لإنتاج الغاز الطبيعي المميع لضمان تصدير الغاز في ظروف أفضل كما تقوم به قطر وكما قامت به الجزائر التي تعتبر رائدة في مجال الغاز المسال''. وأكد بيران ''الاتفاق الغازي المصري-الإسرائيلي كان يمنح هذه الأخيرة معاملة جد تفضيلية، وبالتالي فإن تحول تل أبيب للإنتاج يمكن أن يخفف من تبعية هذا البلد للقاهرة، وإن كان هنالك اعتبارات سياسية أيضا تحكم مثل هذه الاتفاقيات، بالملاحظ مثلا أنه تم مؤخرا اتفاق لإعادة النظر في سعر الغاز المسوق من مصر للأردن، وتحاول مصر أن تطرح أيضا نفس الأمر مع إسرائيل، وهذا عامل يمكن أن يشجع إسرائيل أيضا على فك الارتباط مع الاكتشافات الجديدة التي يمكن أن تغير معطيات كثيرة في المنطقة الشرقية للمتوسط. وعن حجم الاكتشافات، أشار بيران''.. ''يعتبر ليفياتان أهم الحقول، والتقديرات تشير إلى حوالي 17 ألف مليار متر مكعب، وحققت الشركة الأمريكية، نوبل إينرجي، هذه الاكتشافات التي يمكن أن تفوق 20 ألف مليار متر مكعب وهي كميات معتبرة''، مضيفا ''إسرائيل كانت تستفيد من الغاز المصري وأيضا من الغاز القطري عبر السوق الحرة، ولكن الأهم أن المعطيات الجديدة ستغير الخريطة الغازية في المتوسط، حيث إن المؤشرات تبين إمكانية استغلال الغاز في إسرائيل وقبرص أيضا وحتى لبنان، ولكن أيضا اكتشاف الغاز بكميات كبيرة في جنوب إفريقيا مثل ناميبيا وتانزانيا، وتحول هذه البلدان إلى تصدير الغاز بكميات كبيرة، سيولد منافسة معتبرة تؤثر على الأسعار حتما على المدى المتوسط والبعيد.