ارتبط اسم مصطفى دحلب بأربع فرق في مشواره الكروي وهي سيدان وشباب بلوزداد وباريس سان جرمان وأنهى مشواره في نيس. وتبقى محطة باريس الأهم في الحياة الرياضية لابن مدينة بجاية الذي ولد فيها في 1952 قبل أن يتنقل مع عائلته إلى فرنسا. ''موموس'' عاد ليتذكر كيف لعب في باريس ولماذا اختار بلوزداد والعروض التي وصلته وتجربته مع الفريق الوطني. عاد دحلب بذاكرته خمسين سنة إلى الوراء ليحدثنا عن بداياته مع عالم المستديرة وعن ذلك يقول ''بداياتي كانت في نادي سيدان الفرنسي في 1961 مع الأصناف الصغرى''. ''انطلقت من سيدان وخضت أول مباراة في سن ''17 ويواصل ''خضت أول مباراة مع الأكابر وعمري لم يتجاوز 17 سنة عندما أقحمني المدرب في الشوط الثاني من مباراتنا أمام نادي أنجي، قدمت تمريرة الهدف الثاني لفريقي وسجلت الهدف الثالث في الدقائق الأخيرة لنفوز بنتيجة 1-3، واستمرت مغامرتي مع هذا الفريق إلى غاية 1971، حيث اضطرت للعودة إلى الجزائر لأداء الخدمة الوطنية واختارت اللعب في شباب بلكور ''بلوزداد حاليا'' لمدة عامين، قبل العودة إلى سيدان في 73، عام بعد ذلك تنقلت إلى باريس سان جرمان''. ''صفقة انتقالي إلى باريس كانت الأكبر في ذلك الوقت'' وكشف لنا ''موموس'' أن انتقاله من نادي سيدان إلى فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جرمان صيف 1974 كلف خزينة الفريق 340 مليون فرنك فرنسي في ذلك الوقت، حيث وصفها الإعلام بأكبر صفقة تحويل للاعبين في تلك الفترة. ويقول دحلب عن تجربته الطويلة مع ''البي. أس. جي'' ''قضيت عشر سنوات في هذا الفريق بحلوها ومرّها، سجلت 100 هدف في حوالي 410 مباراة، منها 90 في البطولة. ويكفيني فخرا أني أبقى لحد اليوم مصنّفا في المرتبة الثالثة في قائمة أفضل الهدافين الذين تقمصوا ألوان الفريق منذ نشأته'' . ''كنت مدّلل باريس وأفتخر بما فعلته مع نيس'' واعترف ''موموس'' أن تجربته في باريس سان جرمان لم تكن ثرية جدا من ناحية الألقاب ''اكتسبت شعبية كبيرة وكنت ''شوشو'' ومدلل باريس حتى عندما كنت أقدم مباراة متواضعة، وكنت أحظى بالتصفيقات والمساندة، لكن في مقابل ذلك كنت أتمنى أن لا يقتصر مشواري في الفريق على كأسي فرنسا اللذين توجت بهما سنتي 1982و.1983 ومع ذلك تبقى المباريتين خالدتين في ذاكرتي، بالنظر إلى التشويق والفرجة، في ظل منافسة شرسة بوجود أندية قوية في تلك الفترة، على غرار مرسيليا، سانت إيتيان، بوردو وحتى نانت. أعتقد أن باريس كانت قادرة على تكوين فريق كبير بالنظر إلى أنها كانت عاصمة أكبر بلد في أوروبا من حيث المساحة'' يقول دحلب الذي يفتخر أيضا بتجربته الأخيرة قبل الإعتزال والتي قادته إلى جنوبفرنسا مع نادي نيس ''كان موسم 84 85 استثنائيا ''حيث قررت اعتزال الكرة بعد أن ساهمت في عودة نيس إلى حظيرة الكبار، حيث أحسست بفخر واعتزاز كون اختياري لهذا الفريق كان صائبا'' ''استفدت كثيرا باللعب أمام الأسطورة لالماس والمبدع سالمي'' كما لم ينس الرجل الحاصل على الوسام الفخري والشرفي من بلدية باريس في عام 2003 نظير مشواره والإنجازات التي حققها لناديه باريس سان جرمان العودة في حديثه معنا لأسباب اختياره اللعب في شباب بلوزداد، بعد أن قرر تلبية استدعاء للخدمة الوطنية. ويقول ''لم أفكر في هوية الفريق الذي سألعب له في الجزائر بحكم أنه ذلك الوقت كان فريق واحد يسيطر بالطول والعرض هو شباب بلكور(بلوزداد حاليا). في بجاية لن أنسى أني لم أكن أعود في كل مرة لقضاء العطلة الصيفية في بجاية، كيف كان الناس لا يتوقفون عن الحديث عن هؤلاء النجوم وعن هذا الفريق الآلة، وبالتالي كان من الصعب أن أختار فريقا غير الذي يضم في صفوفه من أعتبرهم فنانين في صورة لالماس الذي كان أسطورة أو المبدع سالمي، لم أندم على تلك التجربة. كنا نلعب في كل أسبوع أمام مدرجات ممتلئة بالنظر إلى شعبية الفريق الطاغية في تلك الفترة، لقد نلت مع الشباب كأس المغرب العربي، ورغم أنني لعبت تقريبا في كل الملاعب الترابية، لكن الفرجة كانت حاضرة والمستوى كان عال جدا في ذلك الوقت''. ''باريس رفضت العرض المغري من ميلان والانتير'' وكشف لنا صاحب القدم اليسرى السحرية في معرض حديثه مع ''الخبر''، أنّ مسيرته الكروية كانت ستعرف منحى آخر لو كان فريق باريس سان جرمان قد وافق على تسريحه لقطبي الكرة الإيطالية الميلان والأنتر اللذان طلبا خدماته ''في الوقت الذي كنت في أوج عطائي تلقيت عرضين من أكبر الفرق الإيطالية وهما ميلان والأنتير. حتى أن مسؤولي هذا الأخير أوفدوا مبعوثا إلى باريس وتابع إحدى مبارياتنا، ولم يكن لي الحق حتى في التفاوض في ذلك الوقت ورفضت الإدارة تسريحي رغم أن الانتير اقترح قيمة مالية تسيل اللعاب. ومع ذلك لم أندم لكوني كنت مرتاحا في باريس والجمهور أبدى رفضه ذهابي'' ''عصّاد وصل في توقيت غير مناسب'' كما عرّج دحلب في حديثه على موضوع انتداب صلاح عصاد إلى باريس سان جرمان سنة 1984، ''وكان ذلك في آخر موسم لي في الفريق، حيث تم انتدابه من ميلوز إلى باريس من أجل تدعيم القاطرة الأمامية كوننا كنا متأهلين لكأس أوروبا للفرق الحائزة على الكؤوس. وأعتقد أن التجربة لم تكن ناجحة كونه جاء في توقيت غير مناسب ومتاعبه زادت مع الإصابات التي لاحقته وحرمت الجمهور الباريسي من التمتع بإمكاناته الكبيرة. لأن صالح لو بدأ مشواره في باريس مبكرا، كان سيذهب بعيدا بالنظر إلى الطاقة الهائلة التي كان يتمتع بها. ولم يكفه موسم واحد ليقدّم ما كان منتظرا واضطر إلى العودة إلى ميلوز''. ''تألقت في المنتخب لكن في نهاية مشواري'' اعترف دحلب أن المغامرة مع المنتخب الجزائري لم تكن ثرية. حيث لم تتعد مشاركاته 35 مباراة دولية. ويقول ''صحيح أن بدايتي كانت في بداية السبعينيات ثم غبت مطولا لأعود إليه عشية المباراة الكبيرة ضد منتخب تونس في تصفيات مونديال 1978، حيث اكتفينا بالتعادل 1 .1 وأتذكر أن الاتحادية الجزائرية تعمّدت أن يجرى اللقاء في بداية الأسبوع ''الإثنين'' على الساعة السادسة والسابعة حتى تتجنب العقوبات لأنني كنت شاركت في لقاء البطولة مع فريقي قبلها على الثالثة زوالا، ورغم ذلك كنت وراء الفتحة التي مكنت قندوز أن يفتح باب التسجيل برأسية أمام 100 ألف متفرج. تحسرنا كثيرا لأننا لم نتمكن من تجاوز التونسيين الذين أقصونا بعدها. ولو كنا تجاوزناهم وقتها لكنا سنذهب بعيدا في التصفيات بالنظر إلى التعداد الذي كنا نملكه في ذلك الوقت. بعد ذلك الإقصاء كان يجب انتظار بداية الثمانينيات وسني يقترب من الثلاثينيات. عندما أبدعنا في مونديال إسبانيا. كنا واحدا من أفضل الفرق في مجال التركيبة البشرية من بين المنتخبات ال 24 المشاركة. لكن نقص الخبرة وسذاجتنا كلفتنا غاليا مع أننا كنا قادرين على الوصول إلى المربع النهائي بكل سهولة'' ختم ''موموس'' حديثه مع ''الخبر''.