وقّعت الصين مع السعودية على اتفاق يقضي بإقامة مصنع لتكرير النفط بقدرة 400ألف برميل يوميا. وتأتي الخطوة بعد خفض بكين وارداتها من البترول الإيراني إلى النصف، لشهري جانفي وفيفري. وكانت مصادر تجارية قد أشارت، في ديسمبر الماضي، إلى أن ''سينوبك كورب''، وهي أكبر شركة تكرير نفط صينية، ستشتري أقل من نصف كمياتها المستوردة من إيران، بسبب اختلافات على شروط السداد، على خلفية الضغط الدولي على طهران. خفضت الشركة الصينية مشترياتها للشهر الحالي ب285 ألف برميل يوميا. وكشفت مصادر صينية أن شركة ''تشوهاي تشن رونغ'' الحكومية ستخفض وارداتها من النفط الإيراني بنحو 120 ألف برميل يوميا. ويختلف الجانبان في فترة السداد، إذ تعرض الشركات الصينية مدة 90 يوما، في حين تريد إيران أن يتم الدفع خلال 60 يوما. وقالت إيران إن تعاملاتها مع الدول الأسيوية المستوردة للنفط تسير كالمعتاد، بالرغم من الضغط المتواصل على زبائنها. لكن مراقبين رشحوا نشوب أزمة بين طهرانوبكين، بسبب خفض الصين لوارداتها النفطية من إيران. من جهة ثانية أثارت صحيفة ''وول ستريت جورنال'' شعورا ب''القلق'' الأمريكي من العمليات التي يقوم بها جهاز الموساد الإسرائيلي في تصفية العلماء الإيرانيين. وقد اتصل باراك أوباما بالوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في اليوم الموالي لاغتيال العالم الإيراني، ليوبخه عن عملية اغتيال مصطفى روشان، ثم أخبره بتأجيل المناورات المشتركة التي كانت مبرمجة بين الجيشين في الربيع القادم، بسبب الميزانية، حسبما نقلته صحيفة ''الفيغارو'' الفرنسية. وأشارت مجلة ''فورين بوليسي'' إلى أن الموساد وظف مناضلين من ''جند الله'' الباكستاني، على أساس أنهم من عناصر ''سي أي أي''. وقد اكتشفت ذلك إدارة بوش في 2008/2007 ولم تقم بأي تحقيق. لكن أوباما أثار القضية بعد استلام الحكم في البيت الأبيض، ثم قام بفرض ضوابط التعاون مع الموساد. واستغرب الملاحظون كيفية التنديد المفاجئة التي صدرت من البيت الأبيض، بعد عملية اغتيال مصطفى روشان. وفندت كاتبة الدولة، هيلاري كلينتون، تورط الولاياتالمتحدة في عملية الاغتيال، بينما تصر طهران على توجيه التهمة لمصالح الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، ثم البريطانية. حيث أشار وزير الأمن الإيراني، حيدر مصلحي، إلى ''الدعم الأمريكي والبريطاني الذي يلقاه جهاز الموساد الصهيوني''. غير أن الواقع يرجح انفراد الموساد بتنفيذ عملية الاغتيال الخامس لعالم إيراني. وهي تلك، على الأرجح، التي يحملها التنديد الأمريكي المفاجئ. وأعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، أمس لقناة ''العالم''، أن عددا من الأشخاص اعتقلوا في إطار التحقيق في اغتيال روشان، مشيرا إلى العثور ''على أدلة''. وأضاف: ''لن نتردد في معاقبة النظام الصهيوني ليدرك أن مثل هذه العمليات لن تبق دون رد''. في هذه الأثناء استبعد وزير خارجية بريطانيا، ويليام هيغ، العمل العسكري ضد إيران، في تصريح ل''الغارديان''، مفضلا ''فرض عقوبات صارمة على طهران''. بينما قال وزير خارجية إسرائيل، أفيغدور ليبرمان، إن إيران- بعد توجيه تحذير إيراني لدول الخليج من تعويض حصتها من النفط- تسعى ''للسيطرة على دول منطقة الخليج''، مستبعدا سيناريو الحرب.