قتل العالم الإيراني مصطفى أحمدي روشان، صباح أمس قرب جامعة العلامة الطبطبائي شرق طهران. وقال نائب حاكم ولاية طهران، سفر علي برتالو، في تصريح لوكالة الأنباء العالمية الإيرانية، إن راكب دراجة ''قام بلصق قنبلة بسيارة بيجو 405 التي انفجرت''. فقتل روشان وأصيب الراكبان الآخران بجروح ثم نقلا إلى المستشفى. فور وقوع الحادثة خرج طلبة جامعة طهران في مسيرة احتجاجية للتنديد باغتيال العلماء النوويين الإيرانيين. بينما اتهم نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، إسرائيل والولايات المتحدة باغتيال العلماء الإيرانيين قصد منعهم ''من خدمة بلدهم''، كما قال. وأكدت المنظمة الإيرانية للطاقة النووية في بيان صدر أمس، أن ''الشهيد ينتمي إلى أولائك الذين يعملون في الصناعة النووية''. فيما هتف النواب في قبة البرلمان ب''الموت لإسرائيل'' و''الموت لأمريكا''. كان روشان، 32 سنة، قد تخرج في جامعة شريف -أشهر جامعة للعلوم في إيران- في 2003 في الكمياء، وكان نائبا للمدير التجاري لموقع نطنز لتخصيب اليورانيوم. ويُعد اغتيال روشان الرابع من نوعه منذ 2010، حيث اغتيل الفزيائي في النووي مسعود على محمدي، المعروف عالميا، في جانفي 2010 بدراجة نارية مفخخة أمام منزله في طهران. واغتيل الباحث في الفزياء النووية مجيد شهرياري في نوفمبر 2010والعالم درويش رضا نجاد في جويلية 2011 بقنبلة ألصقت بسيارته، وقد استعملت دراجة نارية بنفس الكيفية التي انفجرت أمس. ونجا فريدون عباس، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية الحالي بأعجوبة في جانفي 2010 عندما قفز من سيارته قبل انفجار القنبلة التي ألصقت بواسطة دراجة نارية أيضا. ووجهت التهم لإسرائيل في تلك الفترة ولم تنف هذه الأخيرة تورطها في تصفية العلماء الإيرانيين الذين يعملون في المجال النووي. وأشارت تقارير إعلامية غربية إلى أن الموساد عزز تواجده في كردستان العراق، على الحدود مع إيران. وحسب خبر نقلته ''لوفيغارو'' عن مصادر استخباراتية فرنسية، ''أُعلمت المخابرات الفرنسية بتواجد مكثف للعناصر الإسرائيلية وسط ألأكراد''. ووضعت الصحيفة الربط بالاغتيالات السابقة التي تحمل ''علامة الموساد'' في ''تصفية العدو قبل أن يشكل خطرا على أمن إسرائيل''. وذكرت الصحيفة أن التعاون بين الموساد والأكراد ليس جديدا، وقد كان قويا في عهد الشاه ثم تراجع بعد ثورة الخميني في .1979 لكنه تقوي منذ 2003 مع احتلال العراق ''بمباركة مسعود البرزاني''، زعيم كردستان العراق، تضيف الصحيفة. ويقوم عناصر الموساد وعسكريون إسرائيليون سابقون بتدريب قوات الأمن الكردية، بعيدا عن الأنظار. وأمام الضغط الناجم عن التهديد النووي الإيراني، اتخذ الموساد من كردستان قاعدة له، فيها يتم توظيف المعارضين الأكراد الوافدين من إيران ثم يعادون لتنفيذ مهام دقيقة، يؤكد نفس المصدر. وجاءت عملية أمس في خضم الجدل القائم بين إيران والغرب. وقد شرعت إيران في تشغيل مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم في فوردو رافقه تنديد غربي واسع. ونصحت كلينتون إيران بوقف التخصيب والدخول في ''حوار جاد'' بشأن برنامجها النووي.