أوضح الوزير والسفير الأسبق، كمال بوشامة، أن الحديث عن جزائريي بلاد الشام يعني الحديث عن فئة متناسية قدمت الكثير للشرق الأوسط، قائلا: ''هذه المحطة التاريخية المهمة من تاريخ الجزائر كانت منسية أو مجهولة تمامًا، ينبغي على جميع المؤرخين أن ينبهوا إليها، مادامت كتابة تاريخنا تتطلب الإلمام بكل ما قدمه الجزائريون داخل وخارج الوطن''. وأكد كمال بوشامة، عشية أول أمس، في محاضرة له بمركز التسلية العلمية بالجزائر العاصمة، أن ثمة أناسا لا يفهمون البتة أصول الجالية الجزائرية المقيمة ببلاد الشام، معقبا: ''كلما أُسأل عن حال هذه الفئة التي يعتقدون أنها رحلت مع الأمير عبد القادر، أُجيب إن هذا الاعتقاد خاطئ، لأن جزائريي بلاد الشام لم يرحلوا مع الأمير، بل رحلوا تحت لواء القطب المتصوف سيدي بومدين شعيب، وشاركوا في معركة حطين سنة .''1187 وأضاف المتحدث أن الجزائريين الذين بقوا هناك، كوّنوا جالية أخذت تتزايد ككرة الثلج، ''وعندما لاحظ صلاح الدين الأيوبي مشاركتهم الفعالة في مختلف الميادين والمجالات، منحهم الحي الغربي من المسجد الأقصى، أو ما يعرف ب''حي المغاربة''، الأمر الذي جعل نسبتهم في تزايد مستمر''. وأردف يقول: ''أما الأمير عبد القادر فقد دخل دمشق سنة 1855، أي بعد سبعة قرون من معركة حطين، وبفضله تقوّت الجالية الجزائرية المقيمة هناك، فكان بمثابة الأب الروحي في نظرهم''. من جهة موازية، ناشد بوشامة السلطات العليا في البلاد إعادة الاعتبار لتراثنا المادي وغير المادي القابع ببلاد الشام، خاصة ما تعلق بقصور ومكتبات ودواوين ومدارس وزوايا الأمير عبد القادر.