أكد الوزير الأسبق كمال بوشامة أن الجالية الجزائرية المقيمة بسوريا ساهمت بشكل كبير في النمو الثقافي الاقتصادي، والحضاري لهذا البلد الشقيق وعبر عن ذلك بالقول "لم تكن جالية عقيمة بل ايجابية أسهمت في كل الحركات الفكرية التي قامت في ذلك العهد كالحركة الدينية والثقافية " وأعطى المتدخل مثالا عن تلك النخبة وعلى رأسها الأمير عبد القادر وأولاده بالإضافة إلى الأمير سعيد الشيخ ،الطاهر الساعدي، الشيخ محمد بن يلس محمد الهاشمي ،السكلاني واليعقوبي وآخرين ودعا المتحدث بالمقابل إلى ضرورة الالتفات إلى هذه الفئة المنسية على حد تعبيره وما قدمته من إنجازات في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها محطة من المحطات المهمة في التاريخ الجزائري و السوري والشرق الأوسطي ككل لأن جذور هذه الجالية لا تعود فقط إلى عهد الأمير عبد القادر كما يظنه البعض بل إلى قرون قبل عهد الأمير وذهابه إلى دمشق بل إلى قبل ذلك بكثير وبالتحديد إلى عصر الناصر صلاح الذين الأيوبي وبالموازاة مع ذلك تطرق السفير السابق للجزائر بسوريا خلال المحاضرة التي نشطها أول أمس بمركز التسلية العلمية التابعة إلى مؤسسة فنون وثقافة بعنوان " جزائريو الشام " إلى تاريخ هجرة هذه الجالية للشرق الأوسط وامتدادها إلى القرن الثاني عشر ميلادي مع المتصوف الجزائري أبي مدين شعيب الذي شارك مع هؤلاء الجزائريين في معركة حطين سنة 1187م جنبا إلى جنب مع إخوانهم ببلاد الشام و التي حررت فيها فلسطين من الغزو الصليبي بقيادة صلاح الذين الأيوبي ،ولهذا يدعوا المؤرخين إلى ضرورة التنبه إلى هذه الثغرة والمحطة التاريخية المنسية من محطات التاريخ الجزائري و العمل على تصحيح اللبس الذي يقع فيه كثير من الناس بإدراجهم ذهاب الجالية الجزائرية إلى بلاد الشام مع مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر سنة 1855م وعبر عن ذلك بالقول "هناك فئة من الناس تجهل التاريخ الحقيقي للجالية الجزائرية وتقرنها فقط بذهاب الأمير عبد القادر إلى سوريا وهذا خطأ " وأضاف " الجزائريون رحلوا مع أبي مدين شعيب ليشاركوا في معركة حطين وبقوا هناك رغم عودة أبي مدين شعيب الغوث إلى الجزائر وبدأت تتزايد مع كل موسم حج عندما كان الجزائريون يستغلون فرصة الحج لإلتقائهم بأهاليهم الذين شاركوا في معركة حطين " ويرى بوشامة أن تلك الجالية ازدادت وتكاثرت مع الوقت خاصة في عهد الاحتلال الفرنسي وذهاب الأمير عبد القادر إلى بلاد الشام وتبعه جمع من الجزائريين هروبا من الإستدمار الفرنسي إذ استقرت تلك الجالية في سوريا واندمجت مع سكانها بزواج الجزائريين من الشاميات وإنجابهم واستقرارهم هناك . صباح شنيب