ألقت الشرطة في بلدية باب العسة بولاية تلمسان، في ساعات متأخرة من مساء أول أمس، القبض على القابض الرئيسي لمركز بريد بمقر مسكنه بمدينة تونان مقر بلدية السواحيلية المجاورة، بعد أيام قليلة من الشكوى التي تقدم بها أمام مصالح الأمن للتبليغ عن اقتحام مجهولين لمقر البريد منذ أيام قليلة خلت، ليقوموا بالسطو على مبلغ مليار ونصف مليار سنتيم. وخلص فريق التحقيق إلى اكتشاف خلل كبير في قواعد سلامة وتأمين مرفق عمومي يقدم خدمات مالية، مثل عدم وجود الحارس الليلي بمكان عمله ساعة الجريمة، ومبيت القابض في مسكنه بعيدا عن مقر العمل، إضافة إلى معطيات أخرى جعلت الشكوك كلها تحوم حول القابض. وبعد إذن من النيابة، تم تفتيش بيته بتونان، ليتم العثور على قرابة نصف المبلغ المسروق. وقصد تضليل المحققين، قام الفاعل بوضع مبلغ مالي معتبر، يفوق المائة مليون، في مكان باتجاه مسالك ترابية تؤدي إلى الحدود، ليعطي الانطباع أن المقتحمين فرّوا باتجاه الأراضي المغربية. ولم يدم التحقيق سوى بضعة أيام، ليتم توقيف الفاعل الذي اعترف بفعلته، مصرّحا أنه كان تاجرا بالأموال التي كانت تودع بصندوق البريد في شراء العملة الصعبة والمتاجرة بها في السوق الموازية. وحسب مصالح الأمن، لم يتمكن المتهم من جمع الأموال التي كانت عند المتعاملين معه إلى نسج قضية ترك الخزانة الحديدية مفتوحة، وادّعى سرقة المبلغ منها. وتم القبض على 6 أشخاص، من بينهم القابض، وسيحالون غدا الأحد أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الغزوات.