يعيش أصحاب السيارات هذه الأيام على أعصابهم بسبب ''الخلل'' المفاجئ الذي يصيب مركباتهم، فيما يعرف بالتشغيل البارد، حيث لا يمكنهم تشغيل المحرك إلا بعد ثلاث أو أربع محاولات. وطرح هذا الأمر حالة من الطوارئ والفوضى على مستوى وكالات المركبات ومصالح الصيانة تحديدا. أفاد عدد من أصحاب المركبات على مستوى عدد من الوكلاء ل''الخبر'' أمس، بأن سياراتهم تسبب لهم الكثير من المتاعب. ويقول محمد الذي اقتنى حديثا سيارته ويشغلها بالوقود من نوع ''دون رصاص'' مستغربا ''لم أفهم ما الذي يحدث لسياراتي، فلم يمر على اقتنائي لها سوى ثلاثة أشهر، إلا أنني لا أستطيع تشغيلها بسهولة''. وأشار ''عمر'' الذي كان ينتظر فحص مركبته من طرف المختص في الصيانة ''لم أفهم الخلل بالضبط، لكن التقني يتحدث معي الآن ويخبرني بأن الأمر لا علاقة له بالمحرك أصلا''. ويتحدث أغلب العاملين في مصالح الصيانة عن ''سوء نوعية'' الوقود المسوق مؤخرا والمستورد تحديدا من إسبانيا، والذي لا يتلاءم مع محرك السيارات بالجزائر، لأن هذه الأخيرة تعودت على السير بنوعية محلية. ولجأ عدد من المواطنين إلى بعض التقنيين والميكانيكيين، الذين زودوا المحركات بأنبوب إضافي للمحرك، يسهل وصول الوقود الخالي من الرصاص إلى المحرك، وهو الحل الذي قلل من حدة الخلل، وجنب أصحاب المركبات مشكل عدم تشغيل مركباتهم إلى المحاولة أكثر من مرة. من جهته، أوضح رئيس جمعية حماية المستهلك بالجزائر العاصمة زبدي مصطفى بأن ''الكثير من المستهلكين المالكين لمركبات يتم تزويدها بالوقود الخالي من الرصاص، يشتكون منذ أيام من الخلل في سياراتهم''. وأضاف ''نحن تحرينا في الموضوع وتبين بأن لا علاقة للأمر بمحرك السيارة بل بالنوعية السيئة للوقود المسوق''. وأشار رئيس الجمعية إلى أننا ''اتصلنا بشركة نفطال من أجل التحقيق في الموضوع ولكننا لم نتلق أي إجابة بعد''. وأوضح مدير الإعلام بمجمع ''نفطال'' جمال شردود في تصريح ل''الخبر'' بأن ''الأمر مستحيل، ولا يمكن الطعن في نوعية الوقود المسوق على مستوى محطاتنا''. وأضاف ''لا يمكن للأمر أن يكون له علاقة بالوقود، بل بمحرك السيارة''. واعتبر المتحدث أن ''الوقود الذي يتم تزويدنا به من طرف سوناطراك يستجيب لكل المواصفات الدولية''. ونبه جمال شردود إلى أن ''أي محطة يتم تسجيل خلل على مستواها أن يتم تحديدها للتأكد فعلا من الأمر''. وكان الرئيس المدير العام لشركة نفطال، السعيد أكراش أكد بأن 11 مليون طن من الوقود تستهلك في العام نتيجة ارتفاع عدد المركبات، والمقدر بأكثر من300 ألف سيارة تدخل الجزائر سنويا. كما دعا الرئيس المدير العام لنفطال المتضررين من البنزين المغشوش إلى التوجه إلى مصالح مجمع نفطال وشركات التأمين لتعويضهم، مشيرا إلى وجود برنامج لتجديد كامل محطات الغاز.