دخلت فرنسا في الفترة الفاصلة التي تسبق الحملة الانتخابية، وما تحمله من تكهنات وتحديات وتوتر أعصاب. وارتفعت الدرجة إلى مستوى محسوس الأسبوع الفائت، عندما عرض المرشح الأكثر حظا بالفوز، فرانسوا هولند برنامجه، بعد اجتياز امتحان ''خطاب وأفعال''، الذي خصته قناة ''فرانس ''2 للمرشحين للانتخابات الرئاسية. ذلك ما جعل الرئيس المنتهية عهدته، نيكولا ساركوزي، يسرع في إعلان ترشحه مساء اليوم، في حصة تلفزيونية، لعله يعدل الكفة. خاصة وأن أهم صحيفة فرنسية ''لوموند'' كشفت حالته النفسية قبيل منافسة حاسمة يدخلها بروح قتالية منحطة جدا. وقد تحدث عن الاعتزال عن السياسة في حال انهزامه في انتخابات أفريل المقبل. وبعيدا عن هذا الثنائي، هناك شخصان بدا نجمهما يسطع في الآونة الأخيرة. هما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، وفرانسوا بايرو من تيار الوسط، اللذان صعدا فجأة على لوحة سبر الآراء. يتبعهم مرشح خامس، هو ممثل الجبهة اليسارية، ميلونشون، الذي يمتلك الخطابة وثقافة واسعة، ويفتقد حزبا قويا يحميه. ثم تأتي كوكبة من ''المرشحين الصغار''، كما يلقبونهم في فرنسا، نجد من بينهم مرشح الخضر، ووزير الدفاع السابق بيار شوفنمان، والوزير الأول السابق دومنيك دو فيلبان، ووزير الدفاع قبل الأخير هارفي موران، والكثير من الشخصيات غير المعروفة في المشهد الفرنسي. ويطغى على النقاش الملف الاقتصادي، نظرا لثقل الديون الخارجية التي تجاوزت سقف 1600 مليار أورو، وبصراع أوروبي حاد يكاد ينسف العملة الموحدة، والتخلي عن بنود هامة تأسس عليها الاتحاد الأوروبي. وقد أعلن المرشح بالفوز هولند إعادة النظر في بعض بنوده، في أول زيارة خارج الوطن سيؤديها إلى ألمانيا مباشرة بعد الفوز. وتقام انتخابات رئاسية تتبعها أخرى تشريعية، في أحوج وقت تمر به فرنسا المعاصرة من تراجع القدرة الشرائية، وارتفاع البطالة، وانهيار المؤسسات، وسياسة خارجية ''حربية'' غير ناجعة، كشفت عن موقع ضعف فرنسا نلمسه من خلال الاندفاع في قضايا الدول التي تمتلك آبار النفط. وتنتهي الحلقة بقانون الأرمن الذي قطع الحبل مع الحليفة تركيا في حلف الناتو والطارقة على أبواب أوروبا الموحدة من فترة.